أكد رئيس المنظمة الدولية للمهاجرين «أفق بلا حدود»، بوباكار سيي، أن مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن المناخ الذي يحتضنه المغرب في نونبر المقبل، يشكل رهانا سياسيا واقتصاديا كبيرا بالنسبة للدول الإفريقية. وقال سيي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن «انعقاد (كوب22) في المغرب يشكل رهانا سياسي واقتصاديا كبيرا بالنسبة للدول الإفريقية التي يتعين أن تستغل هذه الفرصة لاتخاذ مبادرات استراتيجية بغرض تحقيق تقارب اقتصادي واجتماعي وسياسي تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس». واعتبر سيي، وهو باحث في قضايا الهجرات الدولية، أن «انعقاد (كوب 22) على أرض إفريقية يشكل مصدر فخر بالنسبة لنا. إنه دليل على أن القارة يمكن أن تشكل أيضا ملتقى للتبادل والتواصل والتقارب بخصوص قضايا معقدة وذات راهنية من قبيل التغيرات المناخية». وأبرز في هذا الصدد، أن قضايا تقييم المخاطر، والوقاية وتدبير الأزمات والنزاعات الجيو-اقتصادية، وتغيير الاستراتيجيات ومخاطر التلوث وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، والعلاقة السببية بين الهجرة والتغيرات المناخية وتنامي ظاهرة الهجرات الناتجة عنها كلها مواضيع أساسية ستتم مناقشتها خلال هذه التظاهرة العالمية. وحسب سيي، فإن «الهجرات ستكون متغيرا مهما وهيكليا في أفق سنة 2050، حيث سيرتفع عدد سكان الأرض بما بين 2 و3 ملايير نسمة. وستكون التغيرات المناخية أكثر تأثيرا ولن تجد بعض المناطق ما تغذي به ساكنتها». وأوضح أن هذا سيتسبب في رفع احتمال الهجرات الذي ستكون له عواقب غير محسوبة على مجتمعاتنا التي تعيش وضعية هشاشة مزمنة. واعتبر أن نجاح (كوب 22) رهين أساسا بوضع إطار للتفكير دقيق ومعمق حول هذه الإشكاليات، وبلورة رؤية مشتركة لفائدة الإنسانية والأجيال المقبلة، وكذا بإطلاق حوار صريح بين الشعوب والقادة في هذا الحدث العالمي». وحسب سيي، فإن (كوب 22) يتعين أن يحفز القارة على وضع اللبنات الأولى لوحدتها، وتنظيم تأقلم اقتصادها والحفاظ على مواردها الطبيعية، مضيفا أن تقلبات أسعار النفط والنتائج المترتبة عنه تهدد بتحويل القارة إلى مطرح للنفايات السامة. وخلص إلى أن (كوب 22) يجب أن يشكل مناسبة لدق جرس الإنذار ووضع استراتيجية مشتركة للوقاية من المخاطر المرتبطة بإشكالية المناخ وتدبيرها. وتأسست المنظمة الدولية «أفق بلا حدود» في مدريد سنة 2006، وهي هيئة أسسها أشخاص من جنسيات مختلفة يطلقون على أنفسهم «مواطنو العالم». وتروم هذه المنظمة بالأساس، الدفاع عن المهاجرين وتوجيههم، دون تمييز بين العرق والدين والجنسية، وكذا إطلاق النقاش بخصوص تدفقات الهجرة عبر العالم عامة وبإفريقيا على وجه الخصوص.