لماذا غاب البعد الاجتماعي والاقتصادي عن مخيال المؤرّخ العربي الذي اكتفى في مُصنَّفاته التاريخية بأخبار «أهل السيف» و»أهل القلم» مُسدِلا ستائر الصمت على سواد الأمة وعامة الشعب؟ وهل من سبيل إلى إعادة كتابة التاريخ اليوم باستحضار تاريخ العوامّ وصانعي وسائل المعاش باعتبار أدوارهم الأساسية في صناعة التاريخ؟ وما هي الوسائل المنهجية التي يمكن لمهندسي التاريخ الجديد اعتمادُها لإنصافهم؟ كيف يمكنهم «فكّ الحصار» عن فئات اجتماعية لم ينصفها المؤخون القدامى؟ كيف السبيل إذن إلى هذا التاريخ الشامل العميق؟ أوَلَا يقتضي الأمر العودة إلى مصادر غير تقليدية كمشاهدات الرّحّالة والسير الشعبية وكتب المناقب ومصنّفات الحسبة وكتب النوازل وكتب السحر والأهازيج والأشعار لإعادة كتابة تاريخنا من جديد؟ هذه الأسئلة نطرحها على مؤرخ مغربي مهووس بالمسكوت عنه وبالتاريخ المنظور إليه من أسفل. أكاديمي متخصّص في تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط. عضو اتحاد المؤرخين العرب الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش. موعد المشاهدين مع هذه الحلقة من مشارف مساء يومه الأربعاء 19 أكتوبر على الساعة العاشرة و45 دقيقة على شاشة «الأولى».