حذر الأمين العام للأمم المتحدة المغرب من المقاتلين المغاربة الفارين من سورياوالعراق إثر تشديد الضغط العسكري عليهم في مناطق القتال. واعتبرت الأمانة العامة للأمم المتحدة في تقريرها الثالث حول الإرهاب، الصادر متم شتنبر الماضي والذي ناقشه مجلس الأمن بحر هذا الأسبوع، أن المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين من العراقوسوريا تكيفوا مع التدابير المضادة التي اتخذتها الدول الأعضاء عن طريق اللجوء إلى «السفر المتقطع» واستخدام التشفير و»الشبكة السوداء»، وهذا ما يطرح تحديات جديدة على الدول الأعضاء، يقول التقرير. وقد أَبلغت الدول الأعضاء فريق الرصد أن أعداد المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين إلى بلدانهم الأصلية أو بلدان إقامتهم، مع احتمال عزمهم على شن هجمات، إضافة إلى أعداد الأفراد الذين يُدفعون إلى التطرف في تلك البلدان، تطرح تحديا متزايدا على الأمن العالمي. ويتضح هذا الخطر المتزايد في الزيادة النسبية التي شهدتها اعتقالات الخلايا النشطة التابعة لتنظيم داعش في جميع أنحاء العالم منذ صدور تقريري الثاني. وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أثبت قدرته على تنفيذ هجمات معقدة يتم توجيهها وتيسيرها في الخارج وباستخدام تكتيكات أكثر فتكا، كالتي وقعت في بروكسل وإسطنبول (تركيا) وباريس، ولقد أثبت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تمكنه من هذا الأسلوب حين شن هجمات متعددة في غاو، مالي، في 31 ماي 2016. ونبه التقرير الأممي إلى أن هذا التكتيك يطرح مشاكل خاصة من حيث الاستجابة الأمنية، إذ يمكن أن يتدفق سيل هائل من المعلومات إلى مراكز القيادة والسيطرة، إذ أفادت الدول الأعضاء أن هذا التكتيك مقصود يهدف إلى زيادة الصعوبات التي تواجه الدول في القيام باستجابات منسقة ومحددة الأهداف، وأثبتت هجمات نونبر 2015 في باريس أن الإرهابيين درسوا سيناريوهات حوادث إطلاق النار السابقة واستخلصوا الدروس بشأن كيفية زرع أقصى قدر من الارتباك وإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية. وأقرت الأمانة العامة للأمم المتحدة بأن تنظيم «داعش» لا يزال يفرض نفسه في الفضاء الإلكتروني، إذ يحث القائمون على التجنيد في صفوفه مجنَّديهم المحتملين على استخدام المنتديات المغلقة ونظم التراسل المشفرة، بحيث يساعد هذا النوع من نشاط التجنيد المتواصل على إنشاء شبكة عابرة للحدود الوطنية تتطور باستمرار من خلال التواصل مع المتعاطفين مع التنظيم ومقاتليه. وتقوض الاتصالات عبر «الشبكة السوداء» أو بالرسائل المشفرة أيضا قدرة حتى أكثر الأجهزة الأمنية تطورا على اعتراض رسائل الإرهابيين واتخاذ إجراءات بناء عليها. ونتيجة لذلك، يقول التقرير، يحتمل أن تفقد الدول الأعضاء الكثير من تفوقها التكنولوجي المكتسب مقارنة بالجماعات الإرهابية.