شهد عام 2015 رقما قياسيا في العمليات الإرهابية التي وقعت في دول الاتحاد الأوروبي، بحسب ما ذكر جهاز الشرطة الأوروبية (يوروبول). ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأربعاء، عن الجهاز قوله إن عام 2015 شهد 211 هجوما إرهابيا، وهو أكبر عدد من الهجمات منذ بداية تسجيلها عام 2006. ووقع أكبر عدد من هذه الهجمات، والبالغ 103 هجمات، في المملكة المتحدة، ويعتقد أن معظمها وقع شمال إيرلندا. وكانت الهجمات التي نفذت أو فشلت أو اكتشفت قبل تنفيذها في ست دول، هي الدنمارك وفرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة. وجاءت فرنسا في المرتبة الثانية، حيث ارتكب فيها 72 هجوما إرهابيا، تلتها إسبانيا، التي ارتكب فيها 25 هجوما إرهابيا. واعتقل 1000 شخص بسبب صلتهم بهجمات إرهابية، منهم 424 في فرنسا. وذكر جهاز (اليوروبول) أن 151 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 360 آخرين في هجمات إرهابية العام الماضي. ولفت التقرير إلى أن الحادث الإرهابي الأكثر دموية في أوروبا العام الماضي كان هو ذلك الذي وقع في فرنسا حين شن مسلحون سلسلة هجمات منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن في مساء يوم 13 نونبر 2015 في العاصمة باريس. وقال الجهاز، في تقريره، «كما في السنوات السابقة، شكلت الهجمات الإرهابية ذات الطابع الانفصالي العدد الأكبر من الهجمات العام الماضي، تلتها هجمات الإرهاب الجهادي»، مشيرا إلى أن العائدين من ساحات القتال يشكلون خطرا متزايدا، بالإضافة لتفاقم روح كراهية الأجانب والعداء للسامية. تقرير جهاز الشرطة الأوروبي أوضح كذلك إن الهجمات التي ينفذها من تطلق عليهم تسمية «الذئاب المنفردة» تشكل خطرا كبيرا في أوروبا وتثبت الإحداث الأخيرة في فرنسا وألمانيا أن «من الصعب رصدها ووقفها». وأفاد التقرير أن هذه الهجمات ما زالت «تكتيكا مفضلا لدى تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة». وتابع إن «الجماعتين دعتا تكرارا المسلمين المقيمين في بلد غربي إلى ارتكاب هجمات من هذا النوع». ففيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية اعتداءات اورلاندو في الولاياتالمتحدة ومانيانفيل ونيس في فرنسا وفورتسبورغ في المانيا «لا يبدو أن أيا منها قد أعد أو لقي الدعم أو نفذ مباشرة من قبل التنظيم» بحسب (يوروبول) الذي تحدث خصوصا عن اختلاف الخطاب في تبني تلك الهجمات عما صدر بشأن اعتداءات باريس في نونبر أو بروكسل في مارس. وقال مدير يوروبول «روب وينرايت» إن الهجمات المخطط لها على غرار هجمات باريس «دليل على ارتفاع مستوى الخطر المحدق بالاتحاد الأوروبي بسبب أقلية من المتعصبين تتخذ مقرا في الشرق الأوسط إضافة إلى شبكة أفراد ولدوا ونشأوا في أوروبا». ويزداد هؤلاء الأشخاص «تشددا في فترة زمنية قصيرة» على ما أضاف في التقرير السنوي. كما أكد «يوروبول» أن عددا كبيرا من المغادرين للانضمام إلى صفوف التنظيم المتطرف في سوريا والعراق أصبح من النساء اللواتي «أثبتن فائدتهن الكبرى في التجنيد في أثناء مكوثهن على أراضي الاتحاد الأوروبي فرغم أنهن لا تشاركن في المعارك فقد تم تدريبهن على استخدام الأسلحة النارية وقد يشهد دورهن «تطورا في المستقبل، ما سيؤثر على طبيعة وأثرعمليات تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا»، بحسب التقرير.