اختتمت ليلة الأحد التاسع من شهر أكتوبر الجاري بمسرح محمد السادس بوجدة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان وجدة الوطني لفيلم الهواة، الذي تنظمه جمعية رسالة الفن للتنمية والإبداع، بالإعلان عن الفائزين بجوائز المسابقة الرسمية، حيث تم تتويج أربعة أفلام من بين تسعة من طرف لجنة تحكيم ترأسها الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي وضمت في عضويتها إلى جانبه كلا من المخرج والباحث في تاريخ السينما المغربية بوشتى المشروح والإطارين الفاعلين في إدارة مهرجان الفيلم المغاربي بوجدة الناقد المسرحي الدكتور بوشعيب بنيونس والسينفيلي مراد الفيكيكي. وقد جاءت النتائج على الشكل التالي: فاز الفيلم القصير « التفاحة» للمخرج مراد العباري من برشيد بالجائزة الكبرى للمهرجان نظرا لإيقاعه المتوازن واحترامه لضوابط اللغة السينمائية ، وهو ذات الفيلم الذي حصد الجائزة الأولى لمهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء، كما فازت سلمى كمال بجائزة التشخيص إناثا عن دورها في هذا الفيلم نظرا لتلقائيتها في الأداء وتمكنها من التعبير بحركاتها وصمتها وقسمات وجهها عن معاناتها بشكل مقنع . أما جائزة الإخراج فقد منحت لفيلم « النفس الأخير « للمخرج عبد الحفيظ عيساوي من وجدة، نظرا لتحكمه في أدوات التعبير السينمائي بشكل ملحوظ . في حين آلت جائزة السيناريو لفيلم « حبة رمل « للمخرج والسيناريست سليم القادري من فاس، نظرا لجدة فكرته وأصالتها ونظرا أيضا لطابعه الرمزي . وكانت جائزة التشخيص ذكورا من نصيب أحمد الحبابي عن أدائه لدور ضابط شرطة في فيلم « يتبع « للمخرج عصام الدين مرهوج من الرباط ، نظرا لحضوره المقنع أمام الكاميرا. وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التحكيم أخذت بعين الاعتبار ، إلى جانب تقييمها الفني للأفلام المشاركة في المسابقة الوطنية ، قدرة كل مخرج على الدفاع عن فيلمه وتبرير اختياراته الفنية والجمالية وطريقة تعامله مع الأسئلة الموجهة إليه أثناء جلسات مناقشة الأفلام بعد عرضها أمام الجمهور . هذا، وكان المهرجان قد تبارت على جوائز مسابقته الرسمية أفلام قصيرة من تسع مدن مغربية هي: «سعيد» لحسن معناني من ميدلت و « لحرايمية» لعبد الصمد آيت بوقباين من بني ملال و«التفاحة» لمراد العباري من برشيد و«حبة رمل» لسليم القادري من فاس و«الطريق المسدود» لعصام الحياني من مكناس و«ريفراكسيون» لحسين بوصابر من ورزازاتو «يتبع» لعصام الدين مرهوج من الرباط و«هل من أمل» لمحمد الرابحي من بركان و«النفس الأخير» لعبد الحفيظ عيساوي من وجدة. كما تضمن برنامجا غنيا تشكل من فقرات متنوعة موزعة على أيام الأسبوع السبعة من 3 إلى 9 أكتوبر الجاري، حيث أقيمت ورشة ورشة قراءة وتحليل الصورة، ودرس حول تأثير الألوان على نفسية الإنسان، ورشة السيناريو، ومعرض للفن التشكيلي، ومائدة مستديرة حول «اللغة السينمائية»، وعرض الفيلم الوثائقي «ورثة لوميير»، و لقاء تواصلي مع ضيوف المهرجان الشرفيين، وتوقيع كتاب «الصورة والمجتمع» وعرض فيلم «مسافة ميل بحذائي» للمخرج سعيد خلاف، الذي حجاز على العديد من الجوائز السينمائية القيمة بمهرجانات وطنية ودولية ، واختير ليمثل السينما المغربية في الترشيح الأولى لجوائز الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي هذه السنة..