إيقاع التأجيل الذي انطلق به الدوري الاحترافي جعل الوضعية الصحيحة غير مضبوطة لعدد من الأندية، وفي مقدمتها الفتح الرباطي الذي مازال لم يدخل غمار المنافسة بعد، وهو ما يطرح صعوبة كبيرة لدى لجنة البرمجة . فمتى ستتم برمجة كل اللقاءات المؤجلة عن الدورات السابقة كي تضبط الفرق مواقعها الصحيحة فوق خريطة الترتيب؟ بعد ثلاث خسارات متتالية، تمكن فريق أولمبيك خريبكة من تذوق طعم أول انتصار، وتم صنعه خارج الديار على حساب شباب الحسيمة، ورغم توالي هزائم لوصيكا، فإن المدرب يوسف لمريني ظل ينسج في كل تصريحاته خيوط التفاؤل، ما يعني أنه مؤمن بقدراته وبإمكانيات لاعبيه، رغم افتقاد جلهم للتجربة كما جاء على لسانه. أن يصنع الفريق الخريبكي الفوز خارج القواعد حدث عادي، لكن الانتصار بأربعة أهداف مقابل واحد، مؤشر على أن لاعبي لوصيكا خرجوا من مرحلة الفراغ مبكرا، وأن المدرب ركز على الإعداد الذهني أكثر من المكانيزمات التتكتيكية ، وفي المقابل فإن الخسارة بحصة ثقيلة وبعقر الدار تطرح أكثر من تساؤل حول كفاءة المدرب الفرنسي دومينيك، وتمكنه من فهم قعلية اللاعب المغربي ، وقدرته على القراءة الصحيحة للبطولة الاحترافية، ولعل الاستمرار في التواضع قد يدخل شباب الريف غرفة الإنعاش مبكرا. المدرب فؤاد الصحابي دشن أول ظهور له رفقة الكوكب بفوز هو الأول للفريق المراكشي هذا الموسم، وتكمن قيمة هذا الانتصار أنه تحقق خارج الديار، وعلى حساب الجيش الملكي الذي أعلن بشكل مضمر أنه سيتنافس غلى اللقب ، ويبدو أن العساكر لم يستطيعوا الخروج من أزمة الإقصاء أمام الماص من منافسات كأس العرش. فوز الكوكب غير المتوقع سيحرر اللاعبين من الضغوطات، وسيؤهلهم لمناقشة الجولة المقبلة بمعنويات عالية، شأنهم شأن العناصر القنيطرية التي انتظرت المحطة الرابعة من البطولة لتتذوق طعم أول انتصار مع المدرب الجديد ، وجاء هذا الفوز الثمين على حساب أولمبيك آسفي. فريق النادي القنيطري الذي اعتاد أن يصارع مخالب النزول كل موسم، ضخ في رصيده ثلاث نقط بعد ثلاث هزائم متوالية ، ومكنه هذا الفوز من مغادرة الصف الأخير الذي كان يقبع به منذ انطلاق الدوري، فإلى أي حد ستستثمر عناصر الكاك هذا الفوز لتواصل صنع الإيجابي خلال الجولات القادمة ، علما أن المسار الصحيح للدوري الاحترافي المغربي لم يتحدد بعد في ظل التأجيلات ؟ وإذا كان المدربان الصحابي والمريني ضربا بقوة خارج القواعد، وعادا بالانتصار، فإن الإطار التقني سمير إيعيش راهن على صنع التعادل أمام المغرب التطواني، واختار أسلوبا دفاعيا صرفا لحصد نقطة واحدة، وهو ما تحقق لفريق شباب خنيفرة الذي رفع رصيده إلى ثلاث نقط من ثلاث مباريات، وهي حصيلة غير مشرفة لهذا الوافد الجديد صحبة مدربه الجديد، المطالب بتغير النهج التكتيكي لصناعة الفرجة، وتعزيز الرصيد من النقط، وإثبات الذات، وفوق كل هذا، تحسين الموقع لتفادي حسابات آخر اللحظات.