بعد المناظرة الأولى التي كانت شوطا لتعرف إلى شخصية ترامب و امتحانا لشخصية كلنتون ، المناظرة المقبلة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية ،الديمقراطية هيلاري كلينتون و الجمهوري دونالد ترامب ستعرف فرض قضايا دات حساسية على المستوى الدولي وعلاقاتها بأمريكا . حيت ستفرض معركة الموصل نفسها على محتوى النقاش باعتبار الرئيس الحالي باراك أوباما قرر زيادة عدد الجنود في العراق استعدادا للمعركة و هذا أمريهم الأمريكيين بغض النظر عن تجاهلها ضرورة فهم ماذا بعد معركة الموصل . أما قضية سوريا ستقحم نفسها مهما حاول المرشحان أبعادها وذلك إذا نفذت الإدارة الأمريكية حقا تلميحاتها إلى أنها ستكفك شراكتها مع روسيا بخصوص ما يقع في سوريا . قضية 11 شتنبرستقفز إلى الواجهة متأبطتا العلاقة الأمريكية-السعودية )ومسألة تصويت الكونغرس للإطاحة فيتو أوباما على مشروع نزع الحصانة السيادية عن أي دولة أجنبية و سماح مقاضاة السعودية في المحاكم الأمريكية . الفضائح سوف تطل عبر مؤسس "ويكيلكس" جوليان أسانج بدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنقاذا لمرشحي ترامب و انتقاما مما أثارته ملكة جمال فنزويلا و العالم سابقا أليسا ماتشادو من زوبعة بعدما نبشتها كلينتون ووصفها ترامب بمملكة جمال الخنازير و بمملكة جمال الخادمات لأنها لاتينية . استعدادات معركة الموصل اضطرت أوباما إلى الموافقة على زيادة القوات الأميركية في العراق بهدف إسناد حسم معركة الموصل الوشيكة، وذلك تلبية لطلب رئيس الحكومة حيدر العبادي وبالتنسيق مع قوات «البيشمركة» الكردية. تحرير مدينة الموصل من سيطرة «داعش» لن يكون مستحيلاً، لكنه لن يكون سهلاً، والسبب هو الصراعات العراقية المحلية وعدم الثقة بخطط ما بعد استعادة السيطرة على المناطق المحررة. الميليشيات الشيعية مصدر قلق رئيس للمدن السُنّية وكذلك مسألة عودة السكان المهجرين. ولأن تجارب الماضي لها طعم المرارة بعدما تم تحرير الفلوجة بسبب ما وقع من تجاوزات وفظائع، هناك جزء من السُنَّة يرى أن الخطر الآتي من هذه الميليشيات يساوي الخطر الذي يمثله «داعش». فإذا لم تتنبه إدارة أوباما إلى هذه الناحية، تكون تستثمر في سكب الزيت على نيران الحرب المذهبية في العراق، وستكون موضع اتهام بأنها لا تفعل ذلك سهواً وإنما عمداً. تركيا باتت فاعلة في مصير الحروب في المدن السورية الرئيسة كحلب، وفي مدن العراق كالموصل. في العراق، لدى تركيا حسابات تاريخية وعلامات ثنائية واعتبارات كردية وتركمانية ونفطية وجيو- سياسية، إنما الأولوية حالياً ومرحلياً وانتقالياً، هي لسورية. هذا لا ينفي الأهمية البالغة التي يعلقها الجميع على الموصل، من تركيا إلى الدول الخليجية، إلى الولاياتالمتحدة إلى روسيا. تركيا لن تبرز في المناظرات الرئاسية، لأن الناخب الأميركي يكاد لا يعرف ما هي تلك العلاقات المعقدة في الجيو- سياسة الدولية والإقليمية، ولربما نسي ما حدث في تركيا أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة. إنما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم ينس، وهو في صدد استخدام جميع أدوات النفوذ والتأثير المتاحة لديه مع الولايات ومع روسيا، بالشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي على أساس المصالح المشتركة، وبإصرار على أولوياته القومية، مثل محاربة التنظيمات الكردية التي يراها مصدر تهديد للأمن القومي التركي. فلاديمير بوتين يدرك مركز ومركزية تركيا في المعركة على سورية، وعلى رغم قلقه وشكوكه وعداءاته مع أردوغان، إلا أنه يستعد لزيارة تركيا ربما لقطع الطريق على ما قد يجول في ذهن أردوغان من شراكات ميدانية مع الدول الخليجية. والكلام يصب في خانة تسليح المعارضة السورية. الولاياتالمتحدة منشغلة بنفسها، والأرجح أنها لن تلتحق بأي خطط. إدارة أوباما قد تقرر الكفّ عن استثمار الثقة بروسيا، لكنها لن تتورط ميدانياً مهما كان. إنها منشغلة بالانتخابات الرئاسية، وهي (الإدارة الديموقراطية) لن تقدّم إلى المرشح الجمهوري ذخيرة تخدمه. ترامب قد يجد أن علاقاته الحميمة مع بوتين قد تسبب له الخسارة، لا سيما مع استمرار التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. فإذا قرر بوتين استخدام خدمات أسانج كي يسبب الإحراج لكلينتون عبر قدرته على الفضائح، فقد يرتد ذلك على ترامب بأذى أكثر من بذاءة كلامه عن ملكة جمال الكون بسبب سمنتها. صحيح أن الرشاقة ضرورية لملكة جمال الكون وأن السمنة الزائدة المفاجئة والسريعة وهي في هذا المركز تبرر اعتراضاته، لأن تلك هي مواصفات ملكة الجمال أينما كانت، إنما الصحيح أيضاً أن لا شيء أبداً يبرر بذاءة وصفها بالخنزير ولا تحقير المرأة اللاتينية باعتبارها خادمة تنظف البيوت لا غير. كلينتون لها شخصية مزعجة، وهي مُدرَّبة لدرجة أنها تتحدث مثل «الروبوت» إثباتاً لخبرتها ومعرفتها بأن ترامب يمتلك القدرة على قلب الطاولة عليها، إنما مشكلته أنه لا يمتلك القدرة على تمالك أعصابه ولذلك تلاحقه صفة المهرج الذي لا يستحق الرئاسة الأميركية. فإلى المناظرة الآتية، لعل حينها يكون ترامب قد تعلّم درسه، ولعل الناخب الأميركي يقرر أيهما أفضل له بين المرشحين السيئين.