احتضن مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بسيدي بوسعيد بتونس، مساء السبت، حفل تسليم جائزة زرياب للحفاظ على الموروث الموسيقي وتثمينه وتعزيز البحوث حول موسيقات البحر الأبيض المتوسط في دورتها الثانية.وتحصل على هذه الجائزة ، كل من الموسيقي السوري البارع في عزف آلة القانون، سعد الله آغا القلعة، الذى كتب العديد من الأبحاث والدراسات في الموسيقى العربية، وحاز على عدة جوائز عربية، والسويسري لوران أوبير، الذي يعتبر من رواد البحث الأوروبيين في الموسيقات التقليدية، حيث أحدث مؤسسة ورشات موسيقى الأعراق ونشر الكثير من الأقراص المدمجة بالتوازى مع البحوث الميدانية حول هذا النوع من الموسيقى. كما تحصل على الجائزة الباحث والموسيقي المغربي، عمر المطيوي، الذي في رصيده مشاركات عديدة في مهرجانات عالمية، وقدم محاضرات كما أدار ورشات موسيقية، وشكل بالاشتراك مع موسيقيين إسبان فرقا مختلفة تركز على الموسيقي الصوفية.وتخلل الحفل، عرض موسيقي حمل إسم "قافلة المقامات"، قدمه "جوق الأرموي" بقيادة الأستاذ عمر المطيوي، والذى يندرج ضمن مشروع يسعى الى التعريف بمختلف أصناف آلة العود المتداولة في عدة بلدان واقعة بالمغرب والمشرق، (من الأندلس الى تركيا). وقد رافقت آلة العود، آلات القانون والناي وآلات الايقاع، وهي آلات لعبت دور المؤازز للعود في رحلة عبر مدارس المغرب والمشرق تجمع بين الإمتاع والتعليم. يذكر أن جائزة زرياب للحفاظ على الموروث الموسيقي وتثمينه وتعزيز البحوث حول موسيقات البحر المتوسط، هي جائزة شرفية، تهدف إلى تتويج مسيرة مهنية مكرسة للحفاظ على التراث الموسيقي وتثمينه وللبحوث في موسيقات منطقة حوض المتوسط. وتحمل الجائزة، التي يعود تأسيسها إلى شهر أوت 2014، إسم زرياب (أبو الحسن على بن نافع المولود بالموصل سنة 789 والمتوفي في قرطبة 857 م) ، وذلك إجلالا لهذا الموسيقار العبقري الفذ الذي يعد من أبرز أعلام الموسيقى العربية خلال القرن التاسع. وتمنح الجائزة سنويا للفائزين من بين المرشحين المنحدرين من بلدان المغرب والمشرق العربيين، ومن بلدان الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.