انطلق يوم الاثنين الماضي ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته السادسة عشر بدولة الامارات والذي يقام بتنظيم من معهد الشارقة للتراث تحت شعار «جحا تراث انساني مشترك». الملتقى يحمع سنويا رواة الحكايات والقصص الشعبي بالدول العربية بهدف إحياء التراث الانساني الشفهي. يمثل المغرب في هذا الملتقى وفد تترأسه الدكتورة نجيمة طاي طاي غزالي وزيرة التعليم غير النظامي سابقة؛ وخبيرة دولية في التراث الثقافي اللامادي ومؤسسة مهرجان مغرب حكايات. وفي تصريح لها قالت نجيمة طاي طاي غزالي: «تشرفت بحضوري الدورة 16 من ملتقى الراوي وأجدد شكري على هذه الدعوة الكريمة ليست اول مرة والتي تدخل في إطار تفعيل شراكة التي تجمع جمعية لقاءات للتربية والثقافات لمعهد الشارقة للتراث التي تم توقيعها بالرباط من اكثر من سنتين. الوفد المغربي يتوفر على مجموعة من الفنانين المقتدرين منهم السيد العلوي الصوصي الذي يقوم بتشخيص شخصية جحا ومعه الفنان عادل لكريعة حيث يقومون بتشخيص جحا المغربي على خشبة المسرح في الشارقة. وترافق الوفد الإعلامية المقتدرة حنان ولدا للإشراف على المواكبة الاعلامية. واشترك أنا بدوري من الناحية الأكاديمية في الندوة العلمية بموضوع جحا بصيغة مغربية بين الواقع والخيال وترأست مائدة مستديرة حول استلهام هذه الشخصية في الادب الشعبي». وتضيف الدكتورة طاي طاي: «لاحظنا هناك جحاوات متعددة من لبنان ومن مصر ومناطق أخرى. كل هذا التنوع عزز الهدف الأسمى لمعهد الشارقة من خلا ملتقى الراوي والانفتاح على الشعوب الأخرى. وقد تناولت ورقتي في الندوة العلمية تجليات شخصية جحا في التراث الشعبي المغربي وكيف يظهر ولازال موجودا في التراث الشعبي سواء في المجالس في المقاهي يتداوله الصغار والكبار، ونجده كثيرا في الحلقات الشعبية وفي الساحات العمومية المعروفة كجامع لفنا، ساحة لهديم، ساحة سيدي عبد الوهاب. حيث نجد الرواة يحكون في صيغة فكاهية ومرات اخرى نجد لحلايقية يجسدون هذه الشخصية الفكاهية التي تضحك دائما الشعب المغربي. وما أردت أن أؤكده في ورقتي هو إلى أي حد ممكن أن نقول إن هذه الشخصية حقيقية واقعية. فلم أقف عند واقعية الشخصية بقدر ما وقفت على أن هذه الشخصية أصبحت علامة ثقافية ورمز يمثل أيقونة ثقافية معروفة، وأن جحا تكلم عنه الكثير بنوادره، هذه النوادر لا تمث لجحا كشخص بصلة بالعكس هي من إنتاج شعبي والشعب نفسه هو صاحب هذه النوادر لأن جحا ولد من أكثر من 14 قرن، فلكل عهد ولكل زمن جحاه ونحن بحاجة الى جحا لكي يعبر الشعب عن طريق السخرية وطريق التهكم عن الطابوهات والمسكوت عنه التي لا يمكن التعبير عنها ظاهريا. ما نخلص إليه هو هذا التهكم هو توجيه خطابا يحمل قيم تؤكد الكرامة تؤكد التسامح تؤكد التشارك والمحبة الانسانية». وقد حضر حفل افتتاح ملتقى الشارقة للراوي كل من حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يرافقه عبد العزيز مسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، فضلا عن المشرفين على الشأن الثقافي بالشارقة وممثلي مختلف أقطار العالم من المنشغلين بالتراث والفنون والأدب.