وعد قادة الدول ال193 الأعضاء في الأممالمتحدة الاثنين في نيويورك بتحسين مصير ملايين اللاجئين في مواجهة ازمة هجرة ولجوء غير مسبوقة، لكن من دون تحديد اهداف بالارقام ما اثار استياء المنظمات غير الحكومية. وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لدى افتتاح اعمال القمة الاولى التي تخصصها الاممالمتحدة للهجرة ان اعلان النوايا هذا يلزمهم «حماية الحقوق الاساسية للاجئين والمهاجرين» وزيادة الدعم للدول التي تستقبلهم والتي لم تعد قادرة على تحمل الاعباء وتشجيع تعليم الاطفال اللاجئين. ودعا قادة العالم إلى «مكافحة معاداة الأجانب» التي يتعرض لها المهاجرون. وفي سياق رفضه ان تكون هذه القمة مناسبة «لتبادل التهاني»، انتقد المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين بشدة «المتعصبين والمخادعين» الذين «يرفضون تحمل المسؤوليات» من خلال استقبال مزيد من اللاجئين على اراضيهم. وقال «يبدو ان كثيرين نسيوا الحربين العالميتين وما يحصل عندما يتم تأجيج مشاعر الخوف والغضب بانصاف الحقائق والاكاذيب الفاضحة». واضاف «الحقيقة المرة هي انه تمت الدعوة لعقد هذه القمة لاننا فشلنا في انهاء الحرب» في سوريا فقوبل بتصفيق حاد. تقدر الاممالمتحدة عدد من هربوا من مواطنهم في العالم ب65 مليون شخص من بينهم 21 مليون لاجئ فروا من الاضطهادات والفقر والنزاعات. وخلال عامين قضى سبعة الاف رجل وامرأة وطفل غرقا في المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. ويهيمن على هذه القمة النزاع في سوريا الذي دخل عامه السادس واسفر عن سقوط اكثر من 300 الف قتيل ونزوح اكثر من تسعة ملايين شخص داخل البلاد ولجوء اربعة ملايين آخرين إلى دول مجاورة أو إلى أوروبا. وسرت هدنة هشة لاسبوع في سوريا قبل ان يعلن الجيش السوري انهاء العمل بها مساء الاثنين، وبعد ان اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن الامل في ان تصمد وتتيح تسليم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق المحاصرة. والنص الذي تم تبنيه الاثنين بالاجماع هو اعلان سياسي بسيط لا يتضمن اهدافا محددة بالارقام ولا التزامات محددة حول كيفية تقاسم اعباء المهاجرين واللاجئين. واقترح الامين العام للامم المتحدة ان تستضيف الدول كل عام 10% من اجمالي اللاجئين وذلك بموجب «ميثاق دولي». الا ان هذا الهدف تبدد خلال المفاوضات وارجئ الميثاق إلى العام 2018 على اقرب تقدير. وانتقدت المنظمات غير الحكومية الناشطة لصالح المهاجرين مسبقا تفويت فرصة لايجاد حلول. ورأت منظمة اوكسفام البريطانية غير الحكومية ان «الالتزامات السياسية اقل بكثير مما يجب لمعالجة المشكلة». وازاء هذه الازمة غير المسبوقة، قالت رئيسة منظمة اطباء بلا حدود فرنسواز سيفينيون لوكالة فرانس برس «لا نشعر حتى الآن بان هناك ارادة سياسة قوية». وعبرت سيفينيون عن اسفها «لغياب خطة فعلية لاعادة توطين» اللاجئين ولان البيان الختامي اكتفى بعبارة «احتجاز اطفال وهو امر لا نقبل به ابدا». وقالت ان حماية القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون «ويكونون في وضع ضعيف جدا» مسألة «لم يتم التركيز عليها بشكل خاص». في المقابل، رفضت ممثلة بان كي مون في القمة كارين ابو زيد هذه الانتقادات واكدت لفرانس برس ان الدول ستلتزم في البيان الختامي بتحقيق الهدف الذي حددته المفوضية العليا للاجئين. وتدعو المفوضية التابعة للأمم المتحدة إلى إعادة توطين 5% من مجمل اللاجئين. وهذه النسبة تعادل 1,1 مليون لاجئ في 2017 في مقابل مئة الف في 2015 اي «اكثر بعشر مرات» بحسب ابو زيد. ويتوقع ان يطرح الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ازمة الهجرة من زاوية اكثر عملية بعد ان دعا نحو اربعين دولة مانحة ستتعهد استقبال المزيد من اللاجئين إلى تامين فرص تعليم وعمل وزيادة المساعدات إلى ابرز دول الاستقبال التي تجاوزت قدراتها على الاستيعاب. يعيش اكثر من نصف اللاجئين في ثماني دول ذات مداخيل ضعيفة او متوسطة هي لبنان والاردن وتركيا وايران وكينيا واثيوبيا وباكستان واوغندا. في المقابل تستقبل ست من الدول الاكثر ثراء في العالم (الولاياتالمتحدة والصين واليابان وبريطانيا والمانيا وفرنسا) 1,8 مليون لاجئ اي 7% فقط من اجمالي اللاجئين، بحسب اوكسفام.