اللقاء الذي احتضنه المركب الرياضي بفاس، برسم ذهاب ثمن نهاية كأس العرش، والذي جمع بين المغرب الفاسي والوداد البيضاوي، غاب عنه جمهور الفريقين نتيجة الموقف المتخذ من طرف الألترا، فضلا عن استياء الجمهور الفاسي من توقيت اللقاء، الذي جرى يوم الاثنين في الساعة الخامسة، حيث عرفت العاصمة العلمية درجة حرارة عالية، بلغت 44 درجة، الشيء الذي أثر على عطاء اللاعبين وحتى حكم اللقاء. ومع بداية اللقاء، كانت المبادرة للفريق الزائر، الذي هدد شباك المغرب الفاسي بواسطة اللاعب مرتضى فال في الدقيقة 4 من ضربة رأسية مركزة. ليعود اللاعب إسماعيل الحداد في الدقيقة 9، بعد مراوغة مجموعة من اللاعبين بالتسديد مباشرة نحو الشباك، تلتها تسديدة أخرى لجمال أيت بن إيدر في الدقيقة 13، لكن الحارس يحيى الفيلالي حولها للزاوية. ومقابل هذا الضغط، تمكن فريق المغرب الفاسي من خلق مرتد سريع، كاد من خلاله كوفي بوا أن يسجل الهدف، لولا مبالغته في المراوغة لتضيع منه فرصة سهلة. بدوره حسام الدين الصهاجي، ومن خلال كرة ثابتة على مشارف مربع العمليات، كان قريبا من التسجيل، حيث سدد كرة جميلة، إلا أن الحارس عقيد حولها للزاوية في الدقيقة 19. وفي الوقت الذي تحكم فريق المغرب الفاسي نسبيا في مجرى المقابلة، ارتكب الحارس عقيد خطأ بعد تنفيذه ضربة مرمى بطريقة سيئة، حيث سقطت كرته أمام قلب هجوم المغرب الفاسي، الوافد الجديد من الكوت ديفوار كوفي بوا، حيث راوغ مرتضى فال، وموه الحارس، ثم سجل هدف السبق للمغرب الفاسي في الدقيقة 31، لينطلق فريق الوداد البيضاوي في البحث عن هدف التعادل. وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن فريق المغرب الفاسي، المغادر هذا الموسم للقسم الثاني، سيكون لقمة سائغة في فم وداد الأمة، الذي يراهن على الظفر بدوري عصبة أبطال إفريقيا، وقف أبناء المدرب طارق السكتيوي ندا قويا، وخلقوا كثيرا من المتاعب للفريق الأحمر. ومع بداية الشوط الثاني، احتفظ كل مدرب بتشكيلته، فناور فريق الوداد البيضاوي منذ الانطلاقة من الجهة اليمنى بواسطة الحداد و خضروف لبلوغ شباك الحارس يحيى الفيلالي، لكن تدخلات هذا الأخير كانت ناجحة في العديد من المناسبات. وفي المقابل تعامل المدرب طارق السكيتوي بتبصر وحكمة مع مجريات اللقاء، نظرا لقوة الخصم في الشوط الثاني، خاصة بعدما لجأ المدرب توشاك إلى 3 تغييرات متتالية، حيث دخل كل من الحسوني والواسطي وفهد أكتاوو مكان خضروف وشكاتارا وأوناجم، مما جعل المدرب طارق السكيتوي يرد عليه بإخراج كل من الصنهاجي وبريكل وكوفي بوا، وعوضهم بدجدجي والتكناوتي والسعيدي، وذلك لتعزيز وسط الميدان وتحصين الدفاع. وكاد فريق الوداد البيضاوي في أكثر من مناسبة بلوغ شباك الحارس الفيلالي، لولا التسرع و عدم التركيز، في الوقت الذي استمات فيه دفاع ووسط ميدان المغرب الفاسي للدفاع عن النتيجة المحققة. عزيمة الفاسيين جعلتهم يحققون انتصارا صغيرا، لكن له دلالته في انتظار مقابلة الإياب، التي ستقام يوم الجمعة على الساعة 8 مساء بملعب العبدي بالجديدة. قالا عن اللقاء * مدرب المغرب الفاسي، طارق السكيتوي: «نحن نشتغل من أجل تكوين فريق منسجم قوي يمكنه تحقيق العودة السريعة للبطولة الاحترافية. وكانت مقابلة الكأس مناسبة للوقوف على مدى جاهزية العناصر، حيث لعبنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق قوي متكامل. لقد كان الشوط الأول بفاس لصالحنا، وعلينا التعامل مع الشوط الثاني بكل عقلانية لتحقيق التأهل للمرحلة المقبلة». * إبراهيم النقاش، عميد الوداد البيضاوي: «لقد لعبنا من أجل حسم اللقاء هنا بفاس، حيث خلقنا العديد من الفرص لم نترجمها إلى أهداف، في الوقت الذي ارتكب الحارس خطأ كان قاتلا، وسجل علينا منه الهدف. حاولنا العودة في المقابلة، لكن دون جدوى. أمامنا لقاء العودة وعلينا تحقيق التأهل».