أسدل الستار على التصفيات المؤهلة للنسخة 31 من بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي ستحتضنها الغابون بداية العام المقبل 2017، وتم كشف النقاب عن المنتخبات التي حجزت مقعدها في هذا المحفل الكبير. وبينما كانت هناك فرق قطعت بطاقة عبورها بالفعل دون عناء الانتظار لجولة الحسم الأخيرة مثل مصر، حاملة الرقم القياسي في الفوز باللقب برصيد 7 ألقاب، والتي تعود للمشهد بعد غياب 3 نسخ متتالية، والجزائر وغانا والمغرب ومالي، حاربت بعض المنتخبات الأخرى على فرصتها في التأهل حتى الرمق الأخير مثل الطوغو وأوغندا وبوركينا فاسو. فعلى ملعبه «مصطفى بن جنات» بمدينة المنستير، قطع المنتخب التونسي تذكرة التأهل لأمم أفريقيا بعد فوزه الكاسح على ضيفه الليبيري بنتيجة 4 – 1. ورفع «نسور قرطاج» رصيدهم من النقاط، بعد هذا الانتصار إلى 13 نقطة، وبفارق 3 نقاط عن المنتخب الليبيري الذي كان يبحث هو الآخر عن إحداث المفاجأة واقتلاع بطاقة التأهل من قلب تونس. وساهمت خسارة ليبيريا في تأهل الطوغو ضمن أفضل فريقين احتلا المركز الثاني ،بعدما أمطرت شباك جيبوتي 5 – 0 وارتفاع رصيدها ل 11 نقطة. وفي المجموعة الثانية، لم يختلف الحال كثيراً وظل الموقف معلقاً حتى النهاية بين فرسي رهانها، الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، حتى تمكن الأول من فض الاشتباك والفوز في اللقاء الأخير على منافسه المباشر 4 – 1. وساهم هذا الفوز في ابتعاد الكونغو الديمقراطية بصدارة الترتيب برصيد 15 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن إفريقيا الوسطى. وكان سيناريو المجموعة الثالثة مشابهاً، حيث ظلت الإثارة حاضرة حتى الجولة الأخيرة بين مالي، التي كانت تملك 13 نقطة، وبنين (11 نقطة)، وكانت المباراة الأخيرة بينهما هي الحاسمة. وتمكن رفاق سيدو كيتا من حسم الأمور لصالحهم وبجدارة، بعدما أمطروا شباك ضيوفهم 5 – 2 منحتهم الصدارة، منفردين برصيد 16 نقطة والتأهل للبطولة القارية. وفي المجموعة الرابعة، كانت الأمور متشابكة حتى بعد انتهاء جميع مبارياتها، بعدما ظل منتخبا بوركينا فاسو وأوغندا متساويان في النقاط (10) حتى الجولة الأخيرة. وتمكنت «الخيول» البوركينية من الفوز في عقر دارها على بوتسوانا 2 – 1، في الوقت الذي فازت فيه أوغندا 1 – 0 على حساب جزر القمر، ليرتفع رصيد كليهما ل 13 نقطة. ولكن جاءت المواجهات المباشرة لترجح كفة المنتخب البوركينابي بعدما فاز في لقاء الذهاب 1 – 0 والتعادل في الإياب سلبياً، بينما لم يذهب مجهود الأوغنديين سداً خلال مشوار التصفيات، وتأهلوا ضمن أفضل فريقين احتلا المركز الثاني، ويعودوا للمشهد بعد غياب دام 39 عاماً. أما المجموعة الخامسة فكانت الأمور محسومة فيها منذ الجولة الماضية لصالح منتخب غينيا بيساو، صاحب ال 10 نقاط، على الرغم من خسارته في الجولة الأخيرة على يد وصيف المجموعة الكونغو، 9 نقاط، 1 – 0، ليحقق بذلك إنجازاً تاريخياً له بالظهور ضمن عمالقة القارة السمراء للمرة الأولى في تاريخه. وفي المجموعة السادسة كان عنوان التألق عربياً بتأهل المنتخب المغربي بجدارة عن هذه المجموعة، عقب تحقيقه 5 انتصارات وتعادل وحيد أمام ليبيا في الجولة قبل الأخيرة ليحلق في الصدارة منفرداً برصيد 16 نقطة. وجاء في المركز الثاني، منتخب الرأس الأخضر صاحب ال 9 نقاط، والذي تبددت آماله في التأهل للمرة الثالثة في تاريخه بعد الخسارة الموجعة في عقر داره أمام ليبيا 0 – 1 في الجولة الأخيرة، والتي كانت ستضمن له التأهل ضمن أفضل فريقين احتلا المركز الثاني. وكانت المجموعة السابعة شاهدة على عودة عملاق القارة السمراء وأكثر المنتخبات فوزاً بلقبها القاري، المنتخب المصري، بعد غياب دام 7 سنوات. ولكن «الفراعنة» كانوا ضمنوا تأهلهم منذ الجولة الماضية بعد تغلبهم على تنزانيا في عقر دارها 2 – 0، في الوقت الذي لم تلعب فيه هذه الجولة بعد انسحاب تشاد وإلغاء جميع نتائجها في التصفيات. أما المجموعة الثامنة فكانت الأمور فيها محسومة تماماً لصالح المنتخب الغاني، الذي كان ضامناً للتأهل من الجولة الماضية، ولم يؤثر تعادله مع رواندا 1 – 1 على حظوظه في الظفر ببطاقة التأهل، ليحصد 14 نقطة وهو ضعف رصيد المنتخب الرواندي. وتأهل عن المجموعة التاسعة المنتخب الإيفواري، حامل اللقب، بعدما جمع 10 نقاط من فوزين و4 تعادلات، ولكن أداؤه كان محل تساؤلات كبيرة حول إمكانية محافظته على اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه. وفي المجموعة العاشرة، حافظ المنتخب الجزائري على تواجد العرب في المحفل الأفريقي، وجاء تأهله عن استحقاق بعدما جمع 16 نقطة، وفقد نقطتين فقط بالتعادل مع إثيوبيا في عقر دارها، مقابل 5 انتصارات كان آخرها باكتساح ليسوتو 6 – 0، ليعود «محاربو الصحراء» للظهور في البطولة القارية للمرة 18 في تاريخهم. أما المجموعة 11، فتمكن فيها المنتخب السنغالي من الإجهاز على منافسيه واستطاع أن يكون الفريق الوحيد في التصفيات الذي يحقق العلامة الكاملة، ليسجل بذلك حضورهم 13 في البطولة، التي لم يتذوقوا طعم الفوز من بها من قبل. وعلى الرغم من خسارته في الجولة الأخيرة بهدف نظيف أمام غينيا، إلا أن ذلك لم يؤثر على حظوظ منتخب زيمبابوي في التواجد ضمن الكبار في الغابون، بعدما سجل حضوره منذ الجولة الماضية وفي رصيده 11 نقطة وبفارق 6 نقاط عن غينيا. وبهذا يعود «المحاربون» للتواجد في المحفل القاري بعد غياب 10 سنوات، حيث كان آخر ظهور لهم في نسخة 2006. ولم يختلف الحال كثيراً في المجموعة 13 والأخيرة بعدما سيطر المنتخب الكاميروني على مقاليد الأمور منذ البداية، وحسم تأهله هو الآخر دون اللجوء للحسابات المعقدة وجمع 14 نقطة وبفارق 6 نقاط عن أقرب ملاحقيه منتخب موريتانيا.