بعد أن كان يُنظر إلى نادي فولفسبورغ في الموسمين الماضيين على أنه القادر على منافسة بايرن ميونيخ ودورتموند، وبالتالي رفع مستوى الكرة الألمانية، أصبح النادي محل انتقادات شديدة، حتى من أقرب الأقربين. فعندما فاز فولفسبورغ بالمركز الثاني في الدوري وبكأس ألمانيا في موسم 2014 – 2015، اعتقد الكثيرون أنه سيمثل تهديدا حقيقيا لبايرن ميونيخ، لا سيما وأنه لا تنقصه الأموال، فالشركة الراعية له هي «فولكسفاغن» أكبر مصنع للسيارات في أوروبا. لكن فولفسبورغ بدأ سياسة انتقدها كثيرون في بيع وشراء اللاعبين. وكانت أبرز صفقاته رحيل صانع مجده الجديد، البلجيكي كيفين دي بروينه إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، مقابل مبلغ خيالي. لتهتز بعدها تشكيلة فولفسبورغ، ويعاني خصوصا في مرحلة الإياب بالدوري الموسم الماضي، ويخرج من كأس ألمانيا، الذي كان يحمل لقبه، قبل أن يتمكن في نهاية الموسم من إنقاذ ماء وجهه. لكنه أيضا باع هذا الصيف أندريه شورله إلى دورتموند وماكس كروزه إلى فيردر بريمن، بيد أنه على كل حال بدأ الموسم الجديد للدوري السبت الماضي بفوز على مضيفه أوغسبورغ بهدفين لصفر. ورغم ذلك تتواصل الانتقادات للنادي. «لا مشروع ولا أهداف» وجاءت أحدث الانتقادات لفريق فولفسبورغ من قبل لاعبه البرازيلي السابق «دانتى»، الذي انتقل قبل أيام إلى نادي «أولمبيك نيس» الفرنسي مقابل 2.5 مليون يورو. فقد وجه دانتى (32 عاما) انتقادات لاذعة لفولفسبورغ فيما يخص مستواه الرياضي، وقال إن ما أزعجه خصوصا هو غياب الآفاق لدى النادي للمشاركة في البطولات الأوروبية. وفي مقابلة مع مجلة «شبورت بيلد» الألمانية أعرب المدافع، الذي لعب من قبل لغلادباخ وبايرن ميونيخ، عن سبب رحيله من فولفسبورغ: «لم يعد يوجد لدى النادي مشروع أو أهداف. لا يكفي الحديث عن (بطولات) أوروبا فقط وإنما يجب على المرء أن تكون لديه إرادة أيضا (للتأهل إليها).» وأكد دانتى أنه يجب على المدير الرياضي كلاوس ألوفس والمدرب ديتر هيكينغ بذل المزيد من الجهود من أجل أن يتمكن فولفسبورغ من طرق أبواب المنافسات الأوروبية بشكل دائم، وتابع «لكن لم يحدث أي شيء». لكن ما شجع دانتى أيضا على الرحيل إلى نيس هو وجود المدرب السويسري لوسيان فافر، الذي كان مدربه أيضا في مونشنغلادباخ، علاوة على أن الفريق الفرنسي، الذي تقام مبارياته على ملعب «أليانز ريفييرا» في أقصى جنوب شرق فرنسا، يشارك أيضا في بطولة الدوري الأوروبي هذا الموسم. وكان رالف رانغنيك مدرب ومدير فريق «آر بي لايبزغ»، الصاعد إلى البوندسليغا هذا الموسم، قد انتقد قبل نحو أسبوع سياسة الاستثمار في اللاعبين لدى فولفسبورغ، بعد تعاقد الفريق مع ماريو غوميز نجم منتخب ألمانيا، ولاعب فيورنتينا الإيطالي السابق. ورغم أن رانغنيك لا يضمر في نفسه شيئا تجاه غوميز بل على العكس «أكن له تقديرا كبيرا، وقلت بعد يورو 2016 إنه في أفضل مستوى في حياته»،كما يقول، إلا أن لديه مبادئ واضحة في فريقه «آر بي لايبزغ»، وهو شراء لاعبين صغار السن لديهم مستقبل واعد. وتابع رانغنيك في انتقاده «لكن غوميز لاعب كبير السن فعمره الآن 31 عاما، وكما أسمع فإن صفقة انتقاله كلفت 6 أو 7 ملايين يورو،... ومن الممكن دفع هذا المبلغ إذا كنت تنظر إلى العامين القادمين، أما إذا كنت تنظر إلى الاستدامة فهذه مسألة لا علاقة لها بالاستدامة.» وكان فولفسبورغ قد تعرض هذا الشهر أيضا لانتقادات من نوع آخر، بعدما رفض بتاتا أن يسمح للاعبه يوليان دراكسلر بالانتقال من الفريق. وكان دراكسلر قد قال بصراحة إنه يريد الرحيل، وأصبح الحديث حول أزمة بينه وبين إدارة النادي على كل لسان في ألمانيا، وقال دراكسلر: «ما أثار استغرابي بشده هو أنه يجري الحديث حول شخصي بشكل مستمر منذ أسابيع في وسائل الإعلام»، وتابع النجم الشاب «كنت أنتظر شيئا آخر، أن يأتي إلي مثلاً أحد (من المسؤولين في فولفسبورغ) ويسألني عن رأيي.» (عن دوتشي فيليه)