أولمبياد ريو كشفت حقيقتنا ومستوانا وأزالت كل المساحيق التي زيّنت وجها مشوها لا تنفع فيه كل عمليات التجميل، وأثبتت أن المسؤولين عن الرياضة المغربية قد يصلحون لأمور أخرى غير التسيير الرياضي لم يعد من الممكن السكوت على فضائح الرياضة المغربية بعد « شوهة « الأولمبياد بريو، والتي جعلت من المغرب رقما صغيرا في المنافسات العالمية، بعد أن عجزت كل النتائج القارية والعربية، والتصريحات المجانبة للحقيقة على تغطية الواقع المتواضع لحقيقة رياضتنا. نتذكر جميعا مجمل التصريحات التي خرج بها مسؤولو الجامعات الوطنية المشاركة في الأولمبياد، بعد أن اكترى بعضهم مساحات شاسعة من التغطيات ببعض الجرائد الوطنية الورقية والالكترونية ومحطات البث الإذاعي والتلفزيوني، ولأن الموضوع متعلق بتكاليف الإقامة وغيرها، فقد أصبح مألوفا أن يحصل هذا المسؤول أوذاك على بطاقة الإقامة الدائمة ببعض وسائل الإعلام، ليرحل الجميع إلى البرازيل ولم نحظ سوى بأخبار عادية تنشر في مختلف وسائل الإعلام الدولية، وحتى قضية التحرش التي اتهم فيها الملاكم المغربي لم نعلم بها سوى من وسائل إعلام أجنبية في المرة الأولى. كنا متأكدين منذ البداية وقبل انطلاق المنافسات، أن رياضتنا لن تتجاوز حدود التواضع الذي عوّدتنا عليه، ليس لأننا متشائمين أو نرى الأشياء بنظارات سوداء، أو لأننا نريد أن نلعب دور البطل كما نعثنا البعض، ولكننا تعاملنا مع واقع قد لا يراه العميان، والتبجح بإنجازات قارية ليس مقياسا للتنافس على أعلى مستويات العالمية، لأن رياضيينا على «قدّ الحال» ولأننا ابتلينا بمسؤولين لا يتقنون سوى التفنن في التصريحات وتعليق كل فشلهم على قلة الإمكانيات، علما أن دول قد لا يعرفها الكثيرون تجاوزت المغرب رياضيا وبإمكانيات قد تخلق ضجة عندنا لهزالتها. أولمبياد ريو كشفت حقيقتنا ومستوانا وأزالت كل المساحيق التي زيّنت وجها مشوها لا تنفع فيه كل عمليات التجميل، وأثبتت أن المسؤولين عن الرياضة المغربية قد يصلحون لأمور أخرى غير التسيير الرياضي. لا نريد اليوم من هؤلاء المسؤولين سوى أن يحزموا حقائبهم ويرحلوا عنا، فالمكان لم يعد يتسع للفاشلين في وطن يتقدم، في وطن لم يعد قادرا على الاعتراف بالفاشلين. وهنا لن نجد أبلغ من أن نقدم هدية من نوع خاص، ردا للجميل الذي منحوه لنا بأولمبياد ريو، نهديهم مقاطع من القصيدة الرائعة للراحل الكبير محمود درويش « أيها المارون بين الكلمات العابرة»: أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء ........ أيها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف ........ أيها المارون بين الكلمات العابرة كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا ....... أيها المارون بين الكلمات العابرة آن أن تنصرفوا وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن أن تنصرفوا ...... واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!