أثارت التوشيحات الملكية لبعض الفنانين المغاربة ردود فعل سلبية من بعض رواد التواصل الاجتماعي ، وحتى من الفنانين أنفسهم ، فهناك من رأى أن المسؤولين على التنقيب عن الأسماء لم يتوخوا الموضوعية ، في الوقت الذي هناك أسماء متوجة تستحق هذه الأوسمة وأكثر منها ، على سبيل المثال غيثة بنعبدالسلام ،واسماء لمنور، وهدى سعد ،هذه الأخيرة ، التي بالفعل كان لها الفضل في توصيل الأغنية المغربية إلى الجمهور العربي من خلال استعمال اللهجة البيضا وتواصل الجمهور العربي مع اغنيتنا المغربية . بالنسبة ، لجنات مهيد ، رغم أنها عرفت الانتشار عربيا انطلاقا من أرض الكنانة مصر، ولو أن البعض يعيب عليها أنها لم تستغل شهرتها لتسويق الأغنية المغربية ، ورغم أنها لم تفعل ذلك فهذا لا يسقط عنها جنسيتها المغربية ، ربما لأمور خاصة أو موضوعية كانت حاجزا لحد الآن منعتها من ذلك ويصعب البوح بها . لكن ، جنات مهيد ، في كل الحوارات الخاصة في الإعلام العربي مافتئت تدافع باستماتة عن الأغنية المغربية وعن روادها ، بل أن اسمها ما أن يذكر إلا ومرتبط ببلدها المغرب . ويكفي أنها استطاعت أن تجد لها موقع قدم على أرض الكنانة أمام عمالقة الفن ، علما انها تنحدر من اسرة متوسطة كاغلبية المغاربة ، ولم يكن لها المال الكافي لشراء الاعلام ، وغيره كما يفعل البعض أو أستندت على أسماء نافذة في مسارها الفني في مصر أو غير مصر . من الموانع التي يمكن أن تكون وراء عدم حماس جنات لاداء الأغنية المغربية في صيغتها الحالية ، ربما ترى أن هذه الأعمال لاترقى لطموحاتها كفنانة حقيقية لها مكانتها الاعتبارية وسط الجمهور العربي ، ومع ذلك فإن غنت جنات مهيد الأغنية المغربية ، اكيد ستشكل إضافة أخرى مميزة للأغنية المغربية ولن تكون اغنية عابرة فقط ، بل ستكون عابرة للقارات أينما كان المستمع والمشاهد العربي .والدليل هنا الديفا سميرة سعيد التي ماغنت «مازال مازال» حتى غطت على كل الفنانين الآخرين العرب واحتلت كل القنوات التلفزية والاذاعات ، بل حصدت بهذه الأغنية المغربية جائزة عالمية ، والأهم من كل هذا أن الأغنية مازالت حية ترزق. جنات لم تشوه يوما صورة المغرب أو تخدشها ، بل عرف عنها كما يروي الأصدقاء والخصوم أنها فنانة كدت واجتهدت لتصل ماوصلت له اليوم ، كما أنها ليست إنتاج موجة عابرة ، إذ تطلب نجمها أن يسطع في سماء الفن العربي سنوات . والكل يعرف أن كل شي مكشوف في مصر ، وبالتالي هذا كله يشهد لصالح الفنانة جنات مهيد .. ومن هذا المنطلق أرى التتويج مستحقا . ومع ذلك أؤكد على أن المتوجين أو بعضهم ليسوا أفضل ممن لم يتوجوا بعد ، إذ هناك أسماء كثيرة كانت وراء انتشار الأغنية المغربية ويصنفون في خانة الفنانين المجدين والمجتهدين «ماشي النقالة «، منهم طبعا وبكل موضوعية من الشباب ، الفنانة فدوى المالكي ذات الصوت القوي والمميز التي غنت الأماكن بلغة موليير، وأعجب بها الفنان القدير محمد عبده، الفنان حسن المغربي و الملحن زكرياء بيقشة الذين كانا وراء اغنية « لاعلاقة « التي هي اغنية مغربية حقيقية استطاعت أن تتجاوز نسبة المشاهدة في اليوتوب 25 مليون مشاهدة حقيقية ، دون دفع أي درهم لشراء هذه النسب . و الملحن جلال الحمداوي الموزع المجتهد الذي تتسابق الأصوات العربية للتعامل معه ، مراد الكزناي ، الفنانة نضال ايبورك ، الفنانة زينة الداودية ، الفنانة فاتن بنعكيدة ، آمال عبدالقادر ، الملحن المهدي المحجور الذي يقدم الدعم المتواصل للمواهب الشابة ، وايضا نجاة اعتابو، منال الصديقي ، لبنى ابيضار، نزهة الشبعاوي ، فريد غنام ، بدر سلطان ، حاتم ايدار، سلمى رشيد ، نادية خالص ، خولة المجاهد ، محمد الشوبي ، هشام البهلول ، رشيد برياح ، حاتم عمور ، والقائمة طويلة ... على أي هل ستكون هذه التوشيحات أمانة ستطوق عنق الفنانيين لخدمة الأغنية المغربية بقواعدها ؟ .. ، أم أن التجارة والربح السريع هو الذي سيكون سيد الموقف على حساب الجودة والصناعة الحقيقية للأغنية المغربية ، بعيدا عن النمطية والكلام السوقي في افق بناء مدرسة قائمة الذات، وليس مجرد موجة عابرة فقط ، كما هو الأمر بالنسبة لبعض الأغنيات التي حققت نسب مشاهدات بالملايين على اليوتوب من خلال شراء هذه المشاهدات، لتموت هذه الاغاني بعد مرور سنة أو سنتين على الأكثر.