بعد شهر من التفجيرات الدامية باسم الإسلامجية في العالم العربي وفي أوروبا، تستهل (الكلمة) التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عددها الجديد (العدد 112 لشهر غشت/ شتنبر 2016) بدراسة للباحث والقاص الأردني بعنوان الصراع على إسلام متخيل، تبلور الكثير من موaاطن الخطل في التعامل مع هذه الظاهرة التي تزداد عواقبها الوخيمة على العالم العربي أولا، ثم على علاقته وعلاقة العرب من ورائه مع أوروبا والعالم الخارجي. ويهتم العدد أيضا بقضايا الواقع العربي السياسية الأخرى، فينشر مقالا عن وهم إعادة نظام يوليوز الميت إلى صباه في مصر، وما جلبه هذا الوهم على الواقع المصري من قهر ودمار، وآخر عما جرى للسودان على أيدي الإسلامجية منذ بواكير استقلاله، وثالث عن الحرب العالمية الأولى وما جرته علينا من مشاكل، ورابع عن تغلغل دولة الاستيطان الصهيوني في أفريقيا باعتباره مشكلة عربية قومية، وخامس عن وهم تماثل المصالح بين إسرائيل وحماس. لكن العدد لا ينسى أن ينعي إلى القراء رحيل أحد أبرز مخرجي السينما المصرية الجديدة وأكثرهم تميزا وحساسة وثقافة، وهو محمد خان الذي رحل عن عالمنا والعدد في طور البرمجة. وقد جاء العدد حافلا بالمقالات الأدبية والنقدية التي يدرس أحدها أحدث دواوين الشاعر العراقي حميد سعيد، بينما يهتم آخر برواية فلسطينية تسجل تواصل الغربة ومرارتها جاءت هذه المرة من السويد، وثالث عن صورة القدس في الشعر الجزائري، ورابع عما يجره دخول الشخصيات الواقعية إلى عالم السرد على الكتاب من إشكاليات. كما أهتم العدد بتقديم أكثر من مقال عن مجموعات قصصية بعينها من مصر والمغرب والعراق. فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، حيث قدم بدلا من رواية العدد مجموعة قصصية جديدة من العراق مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر الذي بدأ بديوان للشاعر الفلسطيني نمر سعدي. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص ونقد وكتب ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية. يفتتح الناقد محمد علي النصراوي باب دراسات بقراءة نقدية تجريبية موسومة ب"الملاذ الثقافي بصفته الحاضنة الاجتماعية" تضيء جوانب من النص والواقع، ويقدم الباحث سعيد بوخليط عرضا لرواية "جونتنامو" يكشف فيها أجواء المعتقل اللعين، وتكشف الباحثة خديجة صفوت، في قسم ثالث من دراستها "استباق التجربة الديمقراطية السودانية بالأوليجاريكارت الأسراتية" خلفيات ما يدور في الواقع السوداني، في حين يتوقف الكاتب هشام البستاني عند "الصراع على إسلام متخيل" حيث التناقضات الخطيرة التي تواجه التطرف، ويكتب الناقد شوقي عبدالحميد يحيى في دراسته "إيقاظ الفكر في دفتر النائم" عن تلك القصص التي تنفذ الى عمق الأشياء وعمق الحياة، أما الناقد عصام شرتح فيستقصي "جماليات المشاهد المتحركة والزوغان المشهدي" في ديوان الشاعر حميد سعيد، وتقارب الناقدة سمر الصالح في "هي غربة أخرى وأسئلة الشتات الفلسطيني" رواية فلسطينية تحفر تميزها السردي والتخييلي، ويكشف الكاتب عبدالعظيم حماد استحالة عودة نظام يوليو الى صباه ويدعو الى إقامة نظام ديمقراطي جديد، وينتهي الناقد محمد حمودي في وقت الانحطاط العربي عند أهمية ومكانة القدس التاريخية فيرصد حضورها في المنجز الشعري الجزائري المعاصر. وتقترح الكلمة في باب شعر ديوانا جديدا للشاعر الفلسطيني نمر سعدي بعنوان "كتاب الغوايات"، وهي مقاطع شعرية من قصائد طويلة تسعى للإنصات لكينونتها الخاصة، هذا الى جانب قصائد للشعراء حكيم نديم الداوودي، عبدالواحد مفتاح، سميرة عباس التميمي، عبداللطيف بن مينا، ديمة محمود. وفي باب السرد يفتتح القاص العراقي علي السباعي بمجموعته القصصية "إيقاعات الزمن الراقص" حيث يجوب في شؤون الحياة، ونقرأ نصوصا للمبدعين مؤمن سمير، أمينة الشرادي، سمير المنزلاوي، حامد الفقيه، حازم شحاذة، سلمان كيوش. في باب النقد يتتبع مصطفى نصر "الشخصيات الحقيقية في الروايات" وعن كيفية تلقي الأعمال السردية، ويكشف بليغ حمدي اسماعيل كيف استطاعت رواية "قيد الدرس" أن تتخطى كتابة الجنوسة، ويقدم محسن صالح "طقوس الصعود وبهاء تجليات السرد القصصي" عند القاص بهاء عبدالمجيد، ويقربنا محمد بقوح من كيفية قدرة الفلسفة على تحرير العقل من الجمود في "ضد فكر الوصول"، ويكشف عماد الضمور "تجليات قصيدة النثر الأردنية" في أحد التجارب الشعرية، ويتقصى حلمي شعراوي الوجود الصهيوني في افريقيا بما هي "مشكلة قومية"، ويعود عارف عادل مرشد الى أحداث الحرب العالمية الأولى وما تمخضت عنه من اتفاقات مست بنية عالمنا العربي حتى اليوم، ويقربنا كمال القاضي من الملامح الانسانية لسينما محمد خان أحد كبار السينمائيين المصريين. بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة قراءات كتب ورسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. كل هذه المواد في موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.ne