تعرف مدينة مراكش بروز عدد مهم من الطاقات الشابة المبدعة في مجالات عدة، و للفن و الموسيقي حصة الأسد في المدينة الحمراء التي تلهم طبيعتها و تاريخها على الخلق و الإبداع. الغالي عباسي 23 عاما، أحد هؤلاء الذين آسرتهم آلة القيثارة واستطاعوا التحليق بالموسيقى إلى أكبر المهرجانات الفنية الدولية والمغربية و ساهموا إلى جانب أكبر الفنانين المغاربة في التعريف بالتراث الموسيقي الذي تزخر به المملكة وكانوا سفراء للفن المغربي بتنوعه وتعدده في ملتقيات عالمية. من خلال هذا الحوار، نقترب أكثر من الغالي العباسي هذا الفنان الذي يشق طريقه بثبات لإثبات ذاته، متسلحا بمهاراته الفنية في العزف على الآلات الموسيقية و بثقافته الموسيقية المغربية الأصيلة. p شاركت إلى جانب الفنانة سعيدة فكري في إطار فعاليات مهرجان موازين لهاته السنة، كيف تم اللقاء وما وقع هذه التجربة على مسارك الفني؟ n لم يكن اللقاء مع الفنانة سعيدة فكري بشكل مباشر، بل جاء من خلال أحد الموسيقيين الذي يشتغل معها، حيث عادت الفنانة إلى المغرب من أجل إعطاء نفس جديد للأغنية المغربية، لذلك بدأت في بناء مجموعة فنية جديدة، و قد تم اقتراحي كعازف للقيثارة من بين مجموعة من الفنانين الشباب، و تم اختياري بعد أن استمعت إلى أعمالي، آنذاك اشتغلت بشكل يومي على الريبرتوار الفني للفنانة التي أعجبت بمستواي و حسي الموسيقي لذلك أنا اليوم أحد أعضاء المجموعة. فيما يخص تجربة موازين مع سعيدة فكري، لا أخفيك سرا أنني أعجبت بها كثيرا لا سيما أن مهرجان موازين من بين أكبر المواعيد الفنية بالمغرب و العالم العربي والإفريقي. الذي يتيح لك فرصة للالتقاء بموسيقيين عالميين والاحتكاك بهم و الإستفادة من تجاربهم. p شغفك بالموسيقى جعلك تسافر إلى تركيا لاكتشاف تراثهم الموسيقي، تحدث لنا عن هذه التجربة و لماذا إخترت تركيا بالضبط؟ n تجربة تركيا كانت تلقائية من مال الخاص، نظرا لما تتمتع به تركيا من مكانة موسيقية، قضيت هناك حوالي 3 أشهر تعلمت منها الشيء الكثير، تعلمت أيضا كيف يمكن للموسيقي أن يعيش خارج وطنه الأم، كانت تجربة فريدة بحق، استطعت أن أتواصل مع الأتراك بلغة الموسيقى لأنها لغة عالمية، جعلتني أعزف إلى جانب موسيقيين تركيين و أجانب كما كونت علاقات مازالت مستمرة إلى اليوم. p شاركت مع الفنان المراكشي هشام التلمودي في المهرجان الدولي للجاز بكاب تاون بجنوب إفريقيا كأول فرقة عربية تشارك في هذا المهرجان، كيف تلقوا الموسيقى المغربية؟ n هشام التلمودي هو صديق قديم، اشتغلنا من قبل، كان لديه مشروعه الشخصي و هو ألبوم «أجي نوريك بلادي» فبعد إصداره أقترح علي أن أنظم إلى مجموعته..شاركنا في مهرجان «فيزا فور ميوزيك» بالدار البيضاء و بعد ذلك تم برمجتنا في مهرجان الجاز الدولي بجنوب أفريقيا، كنا المجموعة المغربية الوحيدة التي مثلت المغرب و العالم العربي، بموسيقى مغربية أصيلة أظهرنا فيها التنوع الثقافي و الفني الذي يزخر به المغرب إذ تفاعل معنا الجمهور بحماس و تقبلوها بشكل سلس لاسيما أنها تحتوي على جل الألوان الموسيقية المغربية. و قد احتلت المجموعة المرتبة الخامسة في المهرجان ضمن الفرق الرق العالمية المشاركة. p قمت بإعادة توزيع قطعة «يا ناكر الحسان» التي لقيت نجاحا كبيرا في رمضان مع الفنان رضوان الأسمر كيف جاءت الفكرة؟ n رضوان الأسمر، تجمعنا علاقة صداقة، قبل أن نشتغل على مشروع فني، قدم إلي أغنية الملحون «يا ناكر الحسان» التي أعاد توزيعها قبل أن تلقى إعجاب الجمهور من خلال جنيريك سلسلة «سر المرجان» التي عرفت نسبة مشاهدة كبيرة في رمضان الماضي. بعد هذا النجاح اقترحت على رضوان أن نقوم بإعادة توزيعها بشكل و نفس جديد من خلال الاقتصار على آلة القيثارة في اللحن نظرا لقوة كلمات الأغنية الأصيلة. اجتهدنا في إخراج منتوج فني مغربي أصيل بمعايير عالمية، كما قمنا بتصويرها على طريقة الفيديو كليب أتمنى أن تلقى إعجاب المتتبعين. p كيف ترى مستوى الأغنية المغربية اليوم سواء على مستوى اللحن أو الكلمة؟ n الأغنية المغربية تعرف تطورا ملموسا، و أصبح صدى الفن المغربي يصل إلى أقطار العالم، لذلك يجب على الفنانين مواكبة العصر موسيقيا مع التجديد و التطوير لكن مع الاحتفاظ بالهوية الموسيقية المغربية،من أجل نشر الثقافة المغربية. p ماذا تقول للشباب المولع بالموسيقى و الفن؟ n لا أعرف هل لدي ما أقوله للشباب المغربي من خلال تجربتي المتواضعة، لكن يمكن أن أقول أن العزيمة والإرادة مفتاح النجاح في غياب آليات التحفيز و النجاح و ضعف الإمكانيات و يمكن للموسيقى و الفن أن تغير الواقع إلى ما هو أفضل، لذلك أنصح الشباب بالتشبث بالأمل و الإرادة والرغبة في إيصال رسالة نبيلة هو مفتاح النجاح.