أعلنت إيطاليا أنها ستسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها ومجالها الجوي لشن ضربات في سرت، في الوقت الذي استنكر فيه البرلمان الليبي الضربات الأمريكية وجعل جيوش دول الجوار تستنفر. وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية بينوتي، الأربعاء 3 غشت، إن «الحكومة مستعدة للنظر بشكل إيجابي بطلب استخدام القواعد الجوية والمجال الجوي الوطني ودعم العملية، في حال ستؤدي إلى إنجاز التدابير المتواصلة بشكل أسرع وبفعالية أكبر». وأضافت أن «نجاح المعركة ضد معاقل إرهابيي داعش له أهمية أساسية ليس فقط للأمن في ليبيا، بل في أوروبا وإيطاليا أيضا»، موضحة أن المجال الجوي والقواعد الإيطالية لم تستخدم حتى الآن في الغارات. وكان وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أعلن الثلاثاء أن حكومته ستدرس أي طلب أمريكي لاستخدام قاعدة سبغونيلا الجوية العسكرية في صقلية. وأطلقت القوات الحكومية الليبية التي تضم خليطا من الجماعات المسلحة ووحدات صغيرة من الجيش المفكك قبل أكثر من شهرين عملية «البنيان المرصوص» لاستعادة سرت الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف منذ يونيو 2015. من جهته، استدعى البرلمان الليبي السفير الأمريكي في طرابلس بيتر باد للاحتجاج على الضربات العسكرية التي يوجهها الجيش الأمريكي إلى «داعش» في سرت. وأعربت لجنة الدفاع في مجلس النواب الليبي عن استيائها الشديد من الموقف الأمريكي المنحاز إلى حكومة الوفاق الوطني، التي يؤكد البرلمان أنها لم تحصل بعد على الشرعية الدستورية. وبدأت الولاياتالمتحدة الاثنين تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع وآليات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سرت (450 كلم شرق طرابلس) بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والتي يرأسها فايز السراج. «الجيش جاد في معركة درنة والضربات الأمريكية في سرت سياسية» إلى ذلك، قال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، أحمد المسماري، إن الجيش جاد في معركة درنة وإن الضربات الأمريكية في مدينة سرت سياسية. وأكد أن القيادة العامة توجه منذ سنتين نداءات لأهالي درنة من أجل طرد الجماعات الإرهابية من المدينة والابتعاد عن مناطق تجمعاتهم ومخازن الذخيرة الخاصة بهم. وشدد المسماري، الأربعاء، على أن الجيش «لا يمكن أن يلغي طلعة جوية لأن مواطنا خالف تعليمات الجيش» وذلك في رده على ما تردد بشأن إصابة مدنيين في درنة جراء القصف الجوي. وبشأن الضربات الأمريكية ضد مواقع «داعش» في سرت وموقف القيادة العامة والجيش منها، قال المسماري إن لجنة الدفاع والأمن القومي والبرلمان ردوا على ذلك بشكل رسمي، وأضاف «إن هذه الضربات غير شرعية». واعتبر أن الضربات الأمريكية في سرت «هذه المرة ضربات سياسية لإنجاح كلينتون في أمريكا، وإنجاح السراج في طرابلس». وشدد الناطق باسم القيادة العامة للجيش بالقول: «السراج مستعد ليضع ليبيا تحت الوصاية وتحت الاستعمار وأهم شيء أن يكون هو رئيس المجلس الرئاسي. لكن ستكون هناك كلمة للشرفاء للوطنيين». (أ. ف. ب)