بعد عام من الغموض والفساد والتستر على مذنبين والايقاف والاستئناف والمنشطات انقبض قلب وروح ألعاب القوى التي كانت تود أن ترى نفسها قلب وروح دورة الالعاب الاولمبية في ريو 2016ولا تخيم سحابة منشطات وحسب فوق منافسات ألعاب القوى في «ريو» بل هناك دخان كثيف بلغ كل مكان وترك اللعبة تترنح على حافة الهاوية. ويبدو من المرجح أن يجذب الجاميكي «يوسين بولت» اهتمام العالم في ظل محاولته للفوز بسباقات السرعة الثلاثة في الاولمبياد للمرة الثالثة على التوالي. وسيحاول البريطاني «مو فرح» أن يصبح الرجل الثاني فقط الذي يجمع مجددا بين سباقي المسافات الطويلة وستتطلع النيوزيلندية «فاليري ادمز» أن تؤكد مكانتها ضمن أفضل المتسابقات على الاطلاق في دفع الجلة باحراز اللقب الاولمبي للمرة الثالثة على التوالي. لكن هذه العروض المنتظرة وكل ما سيحدث على مدار أكثر من عشرة أيام في «ريو» سيتابع من منظور المنشطات بينما يأتي غياب المتسابقين الروس بسبب الايقاف بمثابة تذكير يومي للكارثة التي حلت باللعبة. وهذا لا يعني أن الجميع سيشكون في تعاطي «بولت» و»فرح» و»ادمز» للمنشطات بل هناك تخوف من حدوث أسوأ من ذلك بانخفاض مستوىالاهتمام. وقبل عام واحد حصل «بولت» على اشادة باعتباره منقذ ألعاب القوى بعدما فاز على «غاستن غاتلين» - الذي أدين مرتين بتعاطي المنشطات - في نهائي سباق 100 متر ببطولة العالم. واذا كان «بولت» سليما تماما من اصابة في عضلات الفخذ الخلفية فانه سيملك فرصة كبيرة لتعزيز موقعه //كأسطورة// في الرياضة والفوز بسباقي المسافات القصيرة وسباق أربعة في 100 متر تتابع مع جاميكا. وقدم «بولت» عرضا قويا في لندن الاسبوع الماضي ليظهر جاهزيته والان بات في حاجة فقط للوصول الى قمة مستواه الذي جعله يهيمن على اللعبة على مدار اخر ثماني سنوات. وسيعود «غاتلين» للمشاركة في الدورة الاولمبية بينما لا يزال يشكو من ادانته ولا يزال يحصل على مبالغ ضخمة من الرعاة ولا يزال يعمل تحت قيادة مدرب أدين سابقا في قضية منشطات وهو «دينيس ميتشل». وفي الوقت الذي كانت فيه الولاياتالمتحدة أكبر الداعمين لفرض ايقاف شامل على البعثة الروسية بسبب المنشطات فان وجود «غاتلين « ضمن الفريق الامريكي يظهر عدم وجود رغبة ملحة في وجود رياضة نظيفة. وسيشارك العشرات من العدائين والمتسابقين في المنافسات المختلفة في «ريو» لاكتساب شهرة وتحقيق مجد احراز ميدالية والفوز بمكافات مالية رغم الخضوع للايقاف سابقا بسبب الغش. واحتلت روسيا المركز الثاني خلف أمريكا في جدول ميداليات ألعاب القوى في أولمبياد لندن 2012 لكن الاتحاد الدولي لالعاب القوى وجد أن ثقافة تعاطي المنشطات كانت متأصلة في روسيا وبدعم الدولة وأن الدلائل كانت واضحة ليصر على منع كل المتسابقين من الظهور في ريو. وستشارك دول أخرى قوية في ألعاب القوى - ومنها كينيا - بعد سقوط العديد من المتسابقين في اختبارات لتعاطي المنشطات وبعد تعرض المنظمات الوطنية لمكافحة المنشطات لانتقادات بداعي التقصير. ويبدو وكأن الحديث عن قضايا المنشطات لا يكفي الاتحاد الدولي للقوى واللجنة الاولمبية الدولية في ظل توقعات بتجدد الجدل حول «كاستر سيمينيا» متسابقة جنوب افريقيا اذا بلغت مستوى التوقعات وفازت بسباق 800 متر للسيدات. وتعرضت «سيمينيا» لاوقات صعبة منذ فوزها ببطولة العالم 2009. واضطرت في البداية للانسحاب من بطولات بينما خضعت لاختبارات لتحديد الجنس وتجادل الخبراء حول امكانية السماح لها بالمشاركة في منافسات السيدات بسبب ارتفاع كبير في مستوى هرمون الذكورة «تستوستيرون». وعادت سيمينيا للمنافسات وحققت أزمنة رائعة لكن لا يزال الجدل مستمرا حول أحقيتها في المشاركة.