قال العداء الجاميكي يوسين بولت، بطل العالم والأولمبياد في سباقي السرعة، إنه حزين من التركيز على المنشطات قبل انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى، لكنه قال إن الأمر يقع على عاتق كل المتسابقين وليس هو فقط في إنقاذ اللعبة. وأمضى الاتحاد الدولي لألعاب القوى الأسابيع الثلاثة، التي تسبق انطلاق بطولة العالم، وهو يدافع عن سجله في مكافحة المنشطات، بعد سلسلة من التسريبات المثيرة للحرج. وأبلغ العداء الجاميكي مؤتمرا صحفيا أول أمس الخميس في بكين "أصبحت المنشطات حقا في قلب الحدث. كل ما أسمعه يتعلق بالمنشطات.. كل الأسئلة حول المنشطات." وأضاف "من المحزن أن ذلك أصبح في صدارة بطولة العالم وليس المنافسات. لكن لا يوجد شيء بوسعي فعله حيال ذلك." وفي وسط الأزمة المتعلقة بالمنشطات وصفت المواجهة المرتقبة في سباقي السرعة - 100 و200 متر - بين بولت الذي لم يسقط أبدا في اختبار للمنشطات، والأمريكي غاستن غاتلين، الذي أمضى فترتي إيقاف بسبب استخدام مواد محظورة، بأنها معركة من أجل روح ألعاب القوى. وفي المعتاد كان سقوط غاتلين لمرة ثانية في اختبار للمنشطات عام 2006 سيؤدي لإيقافه مدى الحياة، لكن بعد موافقته على التعاون مع سلطات مكافحة المنشطات تقلص الإيقاف لثماني سنوات ثم إلى أربع. وقال بولت، الذي أكمل 29 عاما أمس الجمعة، إنه لا يوجد لديه أي مشكلة في المنافسة ضد غاتلين، اذا قالت اللوائح إن البطل السابق للعالم والأولمبياد مؤهل للمشاركة، ورفض فكرة أنه مسؤول عن إنقاذ سمعة ألعاب القوى باعتباره نجمها الأكبر. ومضى قائلا "في الأساس أنا أركض من أجل نفسي.. هذا ما أفعله. الناس يقولون إنني بحاجة للفوز من أجل الرياضة، لكن هناك العديد من المتسابقين الآخرين سمعتهم جيدة.. ولم يدانوا بأي شيء طيلة مسيرتهم". مضيفا "لا أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي.. مسؤولية كل المتسابقين أن يضعوا على عاتقهم إنقاذ ألعاب القوى والتقدم للأمام بدون الذين يستخدمون المنشطات." وفي ملعب عش الطائر في بكين بزغ نجم بولت لأول مرة، كأبرز وجوه ألعاب القوى، حين فاز بذهبيات سباقي السرعة وسباق التتابع في أرقام قياسية عالمية بأولمبياد 2008. وأعقب ذلك سبع سنوات من الهيمنة التامة تقريبا على ألقاب سباقات السرعة في البطولات الكبرى، وكان التعثر الوحيد في مسيرته في نهائي سباق 100 متر ببطولة العالم في دايغو عام 2011، حين استبعد بولت بسبب بداية خاطئة. وأبدى بولت سعادته بمستواه قبل بطولة العالم في الفترة من 22 إلى 30 غشت الجاري، رغم تأثر استعداداته بالإصابات، وقال إن ابتسامة مدربه غلين ميلز في الحصص التدريبية الأخيرة أعادت له الطمأنينة. وأكد العداء الجاميكي - الذي سجل الأرقام العالمية في سباقي 100 متر (9.58 ثانية) و200 متر (19.19) في بطولة العالم 2009 في برلين - أنه مستعد لمواصلة هيمنته كأسرع رجل في العالم. وقال "عندما أكون في بطولة.. كل شيء يصبح في مكانه الصحيح. أنا سعيد.. وجاهز للمنافسة." وستكون معركة العداء الجاميكي في سباقي 100 و200 متر مع غاستن غاتلين أبرز أحداث بطولة العالم، وفوز العداء الأمريكي المتألق مؤخرا سيمثل تذكرة غير مرحب بها بقسوة المنشطات. وكان الاتحاد الدولي قد نفى يوم الأحد الماضي تقارير تفيد بأنه أخفى نتائج فحوص أجريت في 2011، وأظهرت أن ما يصل إلى ثلث متسابقي العالم البارزين اعترفوا باستخدام مواد محفزة للأداء. وتعهد البريطاني سيباستيان كو - الذي انتخب رئيسا للاتحاد الدولي لألعاب القوى يوم الأربعاء - بتشكيل هيئة مستقلة لمكافحة المنشطات وهو أمر كان محور حملته الانتخابية. ومع تبقي أقل من عام واحد على انطلاق أولمبياد ريو دي جانيرو، يحتاج بولت لإزالة المخاوف المتعلقة بمستواه ولياقته في مدينة فاز فيها بثلاث ميداليات ذهبية أولمبية بأرقام قياسية عالمية، بعد أن قدم الأداء الأبرز في أولمبياد 2008. وأكبر العقبات في طريق هيمنة بولت هو غاتلين، بطل أولمبياد 2004 وبطل العالم 2005 في سباق 100 متر، والذي فقد خمس سنوات من مسيرته لإيقافه بسبب المنشطات. ولم يخسر غاتلين (33 عاما) في سباقي 100 و200 متر منذ 2013 ولديه أفضل رقمين هذا العام (9.74 و19.57 ثانية) ونجح العداء الأمريكي في التفوق على الجميع هذا العام لكنه لم يواجه بولت بعد.