صرح فرانسوا مولان ممثل الادعاء المعني بمكافحة الإرهاب في فرنسا الثلاثاء 26 يوليوز أن «أحد الرجلين اللذين هاجما كنيسة بسكاكين شمالي فرنسا اسمه عادل كرميش (19 عاما). وقال مولان: «كرميش كان يخضع لرقابة مشددة بعد محاولتين فاشلتين للوصول إلى سوريا العام الماضي». وأضاف مولان: «بعد المحاولة الثانية في ماي عام 2015 اعتقل كرميش، وهو من مدينة نورماندي حيث وقع الهجوم، حتى مارس عام 2016». وأوضح المدعي الفرنسي أن السلطات أطلقت سراحه بعد ذلك لكن فرضت عليه ارتداء جهاز تعقب إلكتروني لمعرفة الأماكن التي يتردد عليها وسمحت له بمغادرة منزله لبضع ساعات يوميا. وأبلغ مولان الصحفيين، أن الشرطة تواصل البحث لتحديد هوية المهاجم الثاني وتنفذ مداهمات. وقد قتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن نفذها مجهولان الثلاثاء داخل كنيسة في «سانت إتيان دو روفريه» شمال غرب فرنسا، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن العملية. وفي السياق نفسه، رفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعوات المعارضة من اليمين المتطرف إلى تشديد قوانين مكافحة الإرهاب بعد الاعتداء على كنيسة شمالي فرنسا. واعتبر هولاند أن القوانين التي صوت عليها منذ عام 2015 تمنح السلطات «القدرة على التحرك.» وقال هولاند في كلمة متلفزة من قصر الإليزيه: «التضييق على حرياتنا لن يعطي فاعلية في مكافحة الإرهاب». وقال هولاند، خلال مؤتمر صحفي: «الحرب على الإرهاب ستكون طويلة الأمد»، معبرا عن حزم وألم الشعب الفرنسي على الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة كاثوليكية، مؤكدا أن الحكومة تقوم بجهود جبارة من أجل القضاء على الإرهابيين ومواجهة التطرف في المجتمع. وأضاف هولاند: «أتباع الطائفة الكاثوليكية في فرنسا والعالم يشعرون بوطأة القتل بعد مقتل القس... الشعب الفرنسي بكامل طوائفه ومعتقداته يقف متأثّراً اليوم أمام هول الجريمة، الحكومة كانت صارمة ولديها عزيمة كاملة لمحاربة الإرهاب»... «هذه الحرب ستكون طويلة وديمقراطيتنا مستهدفة، يجب أن نتجنب الشقاق والأحكام المسبقة والبلبلة التي لا مبرر لها». وأكد هولاند: «الحكومة تقوم بمجهود لا نظير له واتخذنا إجراءات لم تتخذ من قبل... عدد عناصر الشرطة والدرك والجيش المنتشرين لتأمين حماية الفرنسيين وصل لمستوى تاريخي منذ تأسيس الجمهورية الخامسة»... «التعرض للحريات الفردية على حساب محاربة الإرهاب لن يجدي نفعاً». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعرب، خلال اتّصال هاتفي مع رئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، عن حزن الشعب الفرنسي بعد «الجريمة البغيضة» التي أدّت لمقتل القسّ جاك هامل أثناء قيامه بقداس في كنيسةٍ كاثوليكية على يد إرهابيين. وبحسب بيانٍ للرئاسة الفرنسيّة فإنّ الرئيس هولاند قال للبابا فرنسيس أثناء المكالمة الهاتفية: «عندما يهاجم قس فهذا معناه بأن فرنسا بأسرها مستهدفة وسيتمّ القيام بكل الجهود من أجل حماية الكنائس وأماكن العبادة في فرنسا». وذكّر هولاند بدور فرنسا في الدفاع عن مسيحيي الشرق وتمنى «في هذه الظروف العصيبة» أن تنتصر روح التوافق على الكراهيّة. وسارعت المعارضة من اليمين إلى مهاجمة الحكومة الاشتراكية بعد الاعتداء على الكنيسة، متهمة إياها بالتراخي وعدم الكفاءة في مكافحة الإرهاب. من جهتها، دعت الأممالمتحدة إلى توحيد الجهود الدولية في مكافح الإرهاب. ووصف نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الاعتداء على الكنيسة في فرنسا بأنه «مروع». وقال فرحان حق إن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كان «مندهشا عندما سمع عن مقتل كاهن أعزل في فرنسا». مشيرا إلى سلسلة أعمال الإرهاب في فرنسا وألمانيا، قائلا: «الإرهابيين لجأوا إلى أساليب قاسية للغاية»...»هذه الاعتداءات تدل على ضرورة أن تأخذ حكومات جميع الدول الموضوع على محمل الجد»... «الأممالمتحدة تأمل بأن تشارك دول أكثر في خطة لمكافحة التطرف العنيف». من جهة أخرى، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للقس جاك هامل الذي قام المسلحان بنحره. وأكدت الشرطة الفرنسية أن كاهن الكنيسة المختطف قتل ذبحا، وأضافت صحيفة «لو بوان» أن أحد المصليين أيضا قد ذبح. وقالت وسائل إعلام فرنسية إن «قاتلي القس الفرنسي أجبراه بعد احتجازه على الركوع على ركبتيه قبل أن يذبحاه في بلدة شمالي فرنسا». وذكرت راهبة كانت ضمن الرهائن بعد تحريرها، أن المجرمين صورا عملية القتل بالفيديو. وقالت الراهبة: «لقد أجبروه على الركوع على ركبتيه.. حاول الدفاع عن نفسه وهكذا بدأت المأساة».