خص الملاكم محمد العرجاوي، جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، بحوار قصير يعتبر آخر خروج إعلامي له قبل السفر يوم غد الجمعة إلى البرازيل للمشاركة في الألعاب الأولمبية التي تحتضنها ري ودي جانيرو من 5 إلى 21 غشت المقبل. في الحوار التالي، يتحدث العرجاوي عن شعوره بعد أن أصدر الاتحاد الدولي للملاكمة قرارا بتبرئته من تهمة تعاطي المنشطات، ويحكي تفاصيل ما حدث ومن اتصل به ليبلغه الخبر السعيد. كما يتحدث عن استعداداته البدنية والنفسية خاصة بعد مروره بفترة عانى خلالها كثيرا، وكيف يحاول بدعم من زملاءه ومدربيه وأفراد أسرته تحويل تلك المعاناة إلى طاقة إيجابية مؤكدا أنه سيتجنب الأخطاء التي وقع فيها خلال مشاركتيه في الدورتين الأولمبيتين 2008 و2012 السابقتين. o كيف هو شعورك وأنت تتأهب للسفر للمشاركة لثالث مرة في الألعاب الأولمبية؟ n لا أخفيك أنني مررت بفترة كنت فيها محبطا للغاية. كنت متيقنا أنني بريء من تهمة المنشطات، وكنت بذلت جهدا كبيرا من أجل إحراز بطاقة التأهل، لأجد نفسي بعد كل ذلك المسار وبعد سلسلة من النزالات الإقصائية والمعسكرات التدريبية والرحلات بين مختلف الأقطار العالمية، في موقف المحكوم عليه بالتوقيف والإبعاد. الحمد لله، ظهر الحق وتمت تبرئتي في آخر المطاف، لكن المؤسف أن يضيع مني وقت كبير في الانتظار، دون أن أتمكن من خوض التداريب كما كان مبرمجا ودون التمكن من مرافقة زملائي في المعسكرات والتربصات الإعدادية وذلك طيلة الأربعة أشهر الماضية. طبعا، أنا اليوم جد سعيد، وسأحاول أن أحول كل تلك المعاناة إلى طاقة إيجابية في الأولمبياد، وسأقدم كل ما في وسعي من أجل تحقيق ميدالية خلال هذه الألعاب الأولمبية والظهور بمستوى جيد يشرف الملاكمة المغربية. o كيف بلغك خبر التبرئة والسماح لك بالمشاركة في الألعاب الأولمبية؟ n لن أنسى ذلك اليوم، الثلاثاء 19 يوليوز الماضي، كنت في بيتي بالمحمدية، عندما اتصل بي منير البربوشي المدير التقني وأخبرني أن جواد بلحاج رئيس الجامعة يطلب مني الاتصال به لأمر ضروري. طبعا، لم أنتظر طويلا، وقمت على الفوز بإجراء الاتصال برئيس الجامعة، الذي لم يتأخر بدوره طويلا ليزف لي الخبر السعيد ويقول وهو مبتهج للغاية: لاباس عليك آ ولدي، مبروك علينا ومبروك عليك، الاتحاد الدولي للملاكمة قرر تبرئتك من تهمة تعاطي المنشطات، ستشارك في الأولمبياد... نوض حضر نفسك والتحق غدا صباحا بزملاءك في المعسكر التدريبي... واسمع آولدي،راه لك من التجربة ما يكفي لكي تتجاوز كل الصعاب التي مررت بها، وأنا متأكد من أنك ستكون عند حسن ظننا بك.. ننتظر منك ميدالية...» بصراحة، لم أنم تلك الليلة، احتفلت أسرتي وأصدقائي بالخبر، فيما كان ذهني أنا مركزا على القادم من الأيام، كيف سأعوض تأخيري في التداريب والاستعداد؟ هل سأكون في المستوى بدنيا وتقنيا وهلى سأكون جاهزا للأولمبياد؟ وكيف العمل لإسعاد المغاربة الذين ساندوني ليس في محنتي الأخيرة هذه، ولكن في مشاركتي السابقتين 2008 و2012؟ o وماذا فعلت لتحقيق ما وصفته بالمستحيل في الأولمبياد القادم؟ n بذلت جهودا مضاعفة في التداريب تحت إشراف أطر الجامعة التقنية، حاولت قدر المستطاع تعويض ما فاتني من تأخير، والأهم، هو أنني حولت كل المعاناة التي مررت بها إلى طاقة إيجابية منحتني قوة وعزيمة وإحساس بالتحدي. وأنا متفائل بإمكانية نجاحي هذه المرة في إحراز الميدالية وسأستغل تجرتي في الدورتين الأولمبيتين السابقتين لكي لا أسقط في بعض الأخطاء حرمتني من التتويج في 2008 وفي 2012. o كيف تنظر إلى حظوظ الملاكمة المغربية في أولمبياد ري ودي جانيرو القادم؟ n بكل موضوعية وبكل صدق، نتوفر على حظوظ كبير لانتزاع إحدى الميداليات، خاصة أننا نتوفر على ملاكمين من المستوى العالي. وأنا على يقين أن الملاكمة المغربية ستقول كلمتها في هذه المحطة. o تسافرون يوم غد الجمعة؟ n نعم، وقد منحنا عطلة ليوم واحد ، هو يومه الخميس، لزيارة عائلاتنا، قبل أن ننطلق في رحلتنا صباح يوم الجمعة تجاه البرازيل. o كلمة أخيرة؟ n أوجه شكري الجزيل لكل من ساندني وآزرني في محنتي، وكل من امن ببرائتي، وأعد المغاربة أنني سأبذل كل جهدي من أجل إحراز إحدى الميداليات في الأولمبياد القادم.. إنها ثالث مشاركة أولمبية لي، ولن أفوت الفرصة هذه المرة.