يعد ميلود وحداني، المعروف ب «ميلود مسناوة»، إحدى الركائز الأساسية في الفرقة الشعبية الشهيرة (مسناوة)، منذ تأسيسها إلى جانب عدد من الأسماء المتميزة داخلها، مثل مصطفى أطاسي (عازف فرقة تكدة الآن)، رشيد وحميد باطمة (انتقلا إلى ناس الغيوان)، وآخرين.. وقد اعتبرت مجموعة مسناوة هي الامتداد الشعبي الصرف للظاهرة الغيوانية، نظرا للحمولة التي تمتلئ بها أغانيها التي لاقت نجاحا واسعا في المغرب وخارجه، وذلك بحكم نوعية المواضيع المستوحاة من واقع الملاحم التراثية المغربية، كأغنية (حمادي، النسر، امحمد أوليدي، عادوي الازرك.. وغيرها)، وهي أعمال موقعة في المجمل من طرف المرحوم السي محمد باطمة.. في هذا الحوار يرافقنا ميلود إلى دهاليز المجموعة وأسرارها: الأخ ميلود، هل يمكن أن توضح لنا مدى أهمية العقود والالتزامات التي وقعتموها بينكم؟ كان بين أفراد المجموعة عقد والتزام ، وكان هذا العقد بمثابة تعهد لكل فرد من أفراد المجموعة يلتزم فيه بعدم مغادرتها أو الانضمام إلى مجموعة أخرى دون استئذان باقي أفراد المجموعة، كما تلتزم المجموعة بعدم طرد أي عنصر بدون استشارة أفرادها وثبوت الدوافع والأسباب التي أدت إلى ذلك . وكان من بين بنود العقد عدم السماح لأي فرد من أفرادها بتسجيل شريط غنائي خاص به هو وحده وعدم مشاركته في تسجيل أي أغنية مع مجموعة أخرى كيف ما كان نوعها. كان لكم مسير أعمال فنية وكانت لديكم إدارة، إلى أي حد لعبت هذه الإدارة دورها داخل المجموعة بالنسبة لتسيير الأعمال الفنية؟ كما سبق وقلت أن الأخ حسن عاشور التونسي الجنسية هو من كان يقوم بإدارة وتسيير مجموعة مسناوة. و كان هو الوحيد المخول له قانونيا التعاقد و الالتزام على مستوى السهرات والحفلات و على مستوى تسجيل الكاسيط السمعي والبصري وكذلك على مستوى المشاركة في الحفلات الدولية خارج أرض الوطن. لقد قام الأخ عاشور مسير المجموعة و مدير أعمالها بهذا الدورة لمدة طويلة جدا ناهزت 25 سنة، وكان هذا الرجل يقوم بعمله على أحسن وجه من تنظيم للحفلات و تعاقد مع المنظمين و التكفل بكل ما شأنه أن يهم المجموعة سواء على المستوى الفني أو الموسيقي وكنا نعتبره جميعنا بمثابة الأخ الأكبر لنا صاحب التجربة والحنكة في ميدان التسيير الفني والموسيقي والصديق الوفي و المخلص الذي يعرف كل صغيرة و كبيرة عن المجموعة. وكان أفراد المجموعة بدورهم يعاملونه بكل احترام وتقدير ويكنون له كامل الحب و المودة، و ما زالت علاقتنا إلى يومنا هذا متواصلة و مستمرة بل مازالت تربطنا معه وشائج الحب و الوفاء،و نحرص على تبادل التحية وتهاني العيد معه عبر الهاتف في جميع المناسبات الدينية.