أمام كثير من الوعود التي أعطيت من طرف مسؤولين لإنقاذ الدواوير التابعة لدوار لقليعة الواليدية من معاناتهم مع العطش،يتأهب شباب هذه المنطقة للخروج في مظاهرة يعلم الله نتائجهاللفت انتباه المسؤولين إلى ضرورة حل مشكلتهم مع الماء،رافعين لافتات، مرددين «اللهم اشهد إنا نموت عطشا أمام مسمع ومرأى مسؤولين على علم بمعاناتنا مع الماء!». ولقد زاد من استعداد شباب هذه المنطقة قول بعض المسؤولين الذين بإمكانهم التحرك في اتجاه فعل شيئ من أجل أطفال ونساء وشيوخ المنطقة: «ها صوتكم خرجْ في الجرائد الوطنية،شْكون اللِّي تيْقراها ؟ لايُعقل، أن تعاني هذه المنطقة من شح في الماء إلى ما لانهاية،وبالبلاد مسؤولون -بحقهم وكفايتهم- لايريدون أن تكون قلاقل في هذا البلد الأمين،لاسيما في هذا الظرف العصيب الذي تشهده البلاد العربية،في مواجهات مشاكل اجتماعية بالأساس. إن سكان دوار لقليعة بالواليدية قاموا أكثر من مرة برفع أصواتهم لإسماع حاجتهم الماسة للماء الشروب.ورغم وعود ووعود.. واتصالات متكررة ببعض الجهات النافذة للحصول على هذه المادة الحيوية،إلا أن أصواتهم واستغاثاتهم لم تعرف -لحد الساعة- طريقها للآذان المسؤولة والجهات الغيورة على الصالح العام. إن مطلب هؤلاء السكان المتضررين هو أن يستثمروا ولو أحد الآبار المحفورة منذ زمن بعيد،رغم بعده عن دوار لقليعة والدواوير المحيطة به والذي تمر بجانبه الطريق الرابطة بين اثنين الغربية والواليدية، حيث يصعب التنقل من جهة نظرا لصعوبة الطريق وضيقها ووجوده تحت هضبة بتضاريس وعرة الشيئ الذي يجعل أطفالا وشيوخا ونساء يجهدون فرادى أو جماعات أو بمعية بهائمهم أو يحملون أكياسا من البلاستيك الأسود لملئها بالماء وقد ينتظرون البئر حتى تمتلئ ماء أوحتى يرجع إليها! ولابد أن يلاحظ المرء وهو يزور هذه المناطق قنوات فوق الأرض وحنفيات في اتجاه دوارلقليعة كانت قد وُضعت منذ وقت بعيد لحل مشكل ندرة الماء لدى هذه الدواوير لكن طالها الصدأ بفعل أعطاب تقنية . ويتساءل هؤلاء السكان المتضررون،إلى متى يبقى الحال على ماهو عليه،وتطول محنتهم،علما بأن بهذاالوطن العزيز جهات يهمها فعلا الصالح العام،وقطْع الطريق على المتلاعبين والمتهاونين والمتاجرين في آلام هذه الشريحة من المواطنين والساعين إلى تسييس احتجاجاتهم،خصوصا في هذا الظرف العربي المثير. ويهيب السكان بالجهات المسؤولة والمعنية والغيورة فقط على مصالح المواطنين أن تلتفت اليوم قبل غد،بل الساعةَ قبل أخرى إلى ما يعانيه الأطفال والنساء والشيوخ،وذلك بالعمل على حفر بئر قريب من الحنفيات الموجودة بدوار لقليعة عسى أن يخفف-وذلك أضعف الإيمان- بعض الشيئ من المعاناة المستمرة واللهث الدائم وراء الماء .