توجه أول أمس الأربعاء ، مباشرة بعد «تشتت» لجنة المالية لمجلس مدينة الدارالبيضاء، عدد من الأعضاء إلى أحد المطاعم بالمعاريف يقدم وجبات إيطالية، وذلك لتناول الغداء على حساب زميل لهم، وهو في نفس الوقت مستغل المقهى المعروف ب «البراكة». ليس غريبا أن يدعو عضو زملاءه لتناول وجبة غداء في مطعم ما، لكن الغريب، حسب مصادر مطلعة، أن معضم المعنيين بهذه الدعوة، هم من أشهر ورقة الانتقاد في وجه هذا الزميل خلال أشغال اللجنة التي لم تكتمل، حيث طالبوا ساجد بأن يقدم لهم وثائق تهم مداخيل هذه المقهى وغيرها من المنشآت، بل منهم من صرح، بأن صاحب «البراكة» يستغل ذلك الفضاء ب 9000 ريال، منذ سنين، ويدر عليه كربح أزيد من خمسة ملايين سنتيم، وقالوا أيضا بأن « رئيس فريق الوداد يستغل نادي «بارادايز» بعين الذئاب في الوقت الذي لاتربح معه الجماعة أي شيء، كما قالوا بأن بركاع يستغل مرفق الغابة الخضراء بسومة كرائية لا تتعدى 8000 درهم، ويدر عليه هذا المرفق ما لايقل عن سبعة ملايين في الأسبوع، كما تحدثوا عن شركة الماجيدي المستغلة للوحات الإشهارية وغيره! السؤال هو: هل هؤلاء الأعضاء فعلا يريدون تنمية مداخيل المدينة أم بحثون عن «وجبات» معينة ؟ ليس من المعقول بالنسبة لممثلي الساكنة أن يحولوا انتظارات هذه الأخيرة ومطالبها إلى مجرد «وجبات»، في استغفال واضح لزملاء لهم يطرحون هذه القضايا داخل المجلس بقلب غيور؟ إن ما أفسد الدارالبيضاء ، وهؤلاء «المعزومون» يعلمون ذلك جيدا ، هو هذا النوع من الوجبات «الغدائية والعشائية»، التي فوت خلالها عشرات المسؤولين في العاصمة الاقتصادية، برها وبحرها حتى أصبحنا أمام ساكنة في منطقة شاطئية تقفز عشرات الأميال بحثا عن مياه البحر بعد أن لفظهم بحر مدينتهم، وهو ما جعل أطفالهم يسافرون إلى مدينة تمارة بحثا عن «مدينة للألعاب»، وهو ماجعل أبصار الساكنة لا تعرف شيئا أخضر بعد أن «نخرها» لون الاسمنت المسلح بالتراخيص الاستثنائية!؟ من العيب على منتخبين أن يجعلوا من قاعات تقريرية، استوديوهات سينمائية بحثا عن «صغائر الأمور»! اليوم سينظم عدد من شباب الدارالبيضاء وقفة احتجاجية أمام مجلس المدينة لإدانة التسيير به واستنكار كل أشكال «القوالب» التي قام ويقوم بها بعض المسيرين، وهي إشارة إلى أن الجميع يعلم ما يريد من مجالسه المنتخبة، وبأن الجميع أصبح يعلم مختلف الأساليب التي ينهجها البعض للحصول على «نبزة»، مستغلا صوت الساكنة! ألا يكفي أن الساكنة لم تحتج على كون بعض ممثليها لا يتوفرون حتى على الحد الأدنى من التعليم و يقررون في مصير عاصمة اقتصادية لينصرفوا الى «تبييض المواقف»؟! إن ما يجري في مجلس مدينة الدارالبيضاء وصل في أحايين عدة الى حد «التفاهة»، و بلغ حدا من الاستهتار لم يعد يطاق وأضحى ، حقيقة ، من المضحكات المبكيات! مسلسل «الاستهتار» لم يتوقف الى حدود الآن، فيوم أمس الخميس 24 فبراير، توصل أعضاء المجلس بدعوات لحضور اجتماعات اللجن ، ومعضم هذه الدعوات بلّغت الى أصحابها في العاشرة صباحا لتقول لهم بأن الاجتماع سيعقد يوم ا لخميس 24 فبراير 2011 في التاسعة صباحا! فحاول أن تفهم!