يعد ميلود وحداني، المعروف ب «ميلود مسناوة»، إحدى الركائز الأساسية في الفرقة الشعبية الشهيرة (مسناوة)، منذ تأسيسها إلى جانب عدد من الأسماء المتميزة داخلها، مثل مصطفى أطاسي (عازف فرقة تكدة الآن)، رشيد وحميد باطمة (انتقلا إلى ناس الغيوان)، فتاح، عبد الواحد وآخرين.. وقد اعتبرت مجموعة مسناوة هي الامتداد الشعبي الصرف للظاهرة الغيوانية، نظرا للحمولة التي تمتلئ بها أغانيها التي لاقت نجاحا واسعا في المغرب وخارجه، وذلك بحكم نوعية المواضيع المستوحاة من واقع الملاحم التراثية المغربية، كأغنية (حمادي، النسر، امحمد أوليدي، عادوي الازرك.. وغيرها)، وهي أعمال موقعة في المجمل من طرف المرحوم السي محمد باطمة.. في هذا الحوار يرافقنا ميلود إلى دهاليز المجموعة وأسرارها: p كيف انضممت إلى مجموعة مسناوة؟ n حين انضمامي الى مجموعة مسناوة سنة 1989 كان حدثا فنيا بامتياز بالنسبة بل وكان ميلادا فنيا لي وللمجموعة وميلاد لاغاني لقيت صخبا كبيرا وصيتا تجاوز حدود المغرب ، وكان ان سجلت بمعية المجمعة اغاني ‹ صالح وراضية و خلي كلامك عندك وكانت الاغنية من كلماتي وتلحين جماعي للمجموعة وتقول كلمات صالح او راضية.. عاشو في الدوار صبيان صغار كيعويد الدردار تطوات اسنين وكبرو الصبيان صبحات راضية عويد من الريحان زين او قد واقوام عاش يتيم بدراعوا يدرس بصبر ايعاند واعلى لقبيلة اخمس مرادو اتكون راضية ليه اعروس ما اتهمو لا لملاك ولا افلوس كيف تجاوب الجمهور مع الاغنية؟ الكلمات عن قصة حب في البادية المغربية وهي تحكي عن العشق والوفاء والمعاناة ولكن كذلك عن نجاح الحب في وجه الفقر والفاقة وانتصاره كقيمة انسانية وهي تعبير عن حالة من الاضطهاد للحب في تلك الفترة ومواجهة الشباب للقيود وتحطيمها. ومادا عن اغنية خلي كلامك عندك ؟ هي نتاج لنفس المرحلة وتقول كلماتها .. خلي كلامك عندك انت بحتي لي بسرار كلتي ولفي بيك شحال من مرة جيتي في صفة المغروم خليني فيك نثق عشرة وايام دوزناها ما فكرتي في داك لعتيق تهتي في اصلام ليه انهاية وانا اليوم ليك ما ليق. وهي كلما للناس الدين يغيرون جلدهم ومواقفهم بدون مبررات ولا يحفظون الود والمحبة والعيش المشترك وهي قيم يرفضها المجتمع والدي والقيم الانسانية النبيلة هي كلمات من اجل الاستمرار و الوفاء وللتدليل على نجاح الالبوم نشير الى ان عدد مبيعات الاسطوانات بلغت سقف 400 الف وهو رقم قياسي في حينه ، لم تكن تصله الا المجموعات الكبيرة ، وأصبحن على قائمة اللقاءات الوطنية والدولية بعد الالبوم. p ما هي ادن اهم سهرة بعد هدا النجاح؟ n نظمت جمعية المغاربة بفرنسا جولة فنية كبيرة سنة 1992 شملت كل من « باريز وانجي وليل وبام « وغيرها من المدن الفرنسية حيث احتضنتنا الجالية المغربية بشكل لن تنساه ذاكرتي وذاكرة مجموعة مسناوة للأبد . p وقعت لك حكاية طريفة في هذه الجولة احكها لنا ؟ n يبتسم ادن انتم جمعتم كل المعلومات ، ويسترسل في الحديث بالفعل وقعت اشياء غريبة حينها ادا كانت مجموعة ناس الغوان مبرمجة في النشاط بشكل رسمي ، الا ان افرادها لم يحضروا وبقي الجمهور يتسائل عن الاسباب دون وجود جواب جاهز حينها وبعدها تسربت معلومات عن منع المجموعة وعرقلة سفرها لجمهورها وعشاقها وهي التي كانت منارة فنية رائدة. p ومادا عنك انت ؟ n سافر جميع اعضاء مجموعة مسناوة ، وبقيت انا لوحدي ، انتضر شهادة المغادرة من اجل الالتحاق ، وتعرضت لعرقلة ادارية وإجراءات روتينية إلا اني تسلمت الشهادة يوم الجمعة كما اذكر ، بحيث حجزت مقعدا بالطائرة لليوم الموالي اي السبت الثالثة مساءا صوب باريز ووصلت مطار اورلي الدولي مساءا وحملتني سيارة اجرة الى قاعة العرض حيث فوجئ الجميع بحضوري الى مكان الحفل ووجدت جمهورا غفيرا والقاعة مملوءة عن اخرها ، توجهت مباشرة الى الكواليس وغيرت ملابس السفر وارتديت زيا مغربيا اصيلا. p كيف مر الحفل ومن هي الوجوه المعروفة التي التقيتها ؟ n ضللنا ثلاثة ساعات فوق الركح بدون توقف وكان تجاوب الجمهر مهيبا وضل يردد العديد من اغاني المجموعة التي كان يحفظها بشكل فاجئنا نحن ، وكان من حسن حضنا ان التقينا الصديق الدكتور حسن حبيبي ، الذي حضر السهرة وكان طالبا حينها بدار المغرب ورافقنا طيلة الايام التي قضيناها بفرنسا وساعدنا كثيرا وسهل لنا العديد من الاشياء له بالمناسبة موفور الشكر. واهم الاغاني حينها اغنية حمادي وعودي لزرك وامحمد صالح وراضية طبعا وخلي كلامك عندك الى جيتي اعلى غفة والقائمة طيلة..وكانت الختام برائعة العيون عيني التي اصر الجمهور على اعادتها ولبينا طلبه بكل اعتزاز بجمهورنا المحترم. p ما بعد جولة فرنسا؟ n دفعنا النجاح وحب الجمهور واحتضانه ، الى التفكير في انتاج جديد حيث اشتغلن لمدة سنة من اجل البوم « ليتيم « والدي تضمن باقة جدية من الاغاني هي « ارميتي الشوك في كلبي – لبحيرة..» واغني اخرى ولاقى نجاحا كبيرا ايضا مما فهمنا منه ان المجموعة تلقى احتصانا شعبيا كبير وسارت اغاننين تسمع في الاسوواق والساحات العامة ويتغنى بها الشباب والشابات وتقلدها الفرق الغنائية في الاعراس والمناسبات المهم ان المجموعة دخلت لكل البيوت المغربية.