اكتشف الجمهور المغربي السنة الماضية الممثلة سمية أكعبون، من خلال المسلسل الرمضاني «وعدي» للمخرج ياسين فنان، حيث أدت دور سيدة غنية وهادئة تسمى «فطومة»، تبنت طفلة مخطوفة .. لنكتشفها ، مرة أخرى، في مسلسل « مقطوع من شجرة « لعبد الحي العراقي. سمية أكعبون، التي تملك رصيدا فنيا هاما يتمثل في مشاركتها الهامة في عدة أفلام أمريكية منذ التحاقها بعالم الصناعة السينمائية بهوليود ابتداء من سنة 1987، فقد شاركت، أيضا ، إلى جانب مات دامون في فيلم «المنطقة الخضراء» الذي دارت أحداثه حول الحرب العراقية. كما أنها أدت دور البطولة في سلسلة «ربات البيوت الحقيقيات» الذي يحكي مغامرات نساء لوس أنجلس المترفات. واتسم مسار سمية السينمائي في هوليود بالكثير من الجرأة في أداء أدوار صعبة ومعقدة. كما أن تجربتها الفنية بكل من بلجيكافرنسااسبانيا ولندن ساهمت بشكل كبير في بناء وتحديد شخصيتها الفنية سواء مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا.. في هذا الحوار نقترب أكثر من سيرة وانشغالات وانتظارات الممثلة سمية أكعبون ابنة مدينة طنجة ، تجاه التمثيل السينما والأعمال الفنية التي اشتغلت بها، كالتالي: n مسار سمية أكعبون الفني، كيف انطلق؟ pp بعد فترة الدراسة بمدينة طنجة، التقيت بالفنان موريس بيجار، وهو كوريغراف بلجيكي أقنعني بضرورة الالتحاق بمدرسة للرقص ببروكسيل اسمها ميدرا MUDRA ، متخصصة في مجال الرقص، الموسيقى، المسرح ... حيث كانت مناهج التدريس بها تساعد على التمكن في هذه المجالات الفنية. من هنا جاءت علاقتي بالفن، حيث تجاه اختياري الفني نحو الرقص .. ، لاكتشف فيما بعد أن ما تلقيته بمعهد ميدرا MUDRA ساهم كثيرا في تجربتي التمثيلية ،خاصة وأن فترة الدراسة سمحت لي كمغربية وحيدة داخل المعهد بأن اطلع على العديد من التجارب والمدارس الفنية، اقتسمناها مع طلبة المعهد قادمون من الهند، اليابان، الصين، ومن دول أوروبا كذلك ... بعد ذلك تأتي فترة الاشتغال في أعمال فنية في مجال السينما والتلفزيون فرنسية، وكذلك مع المخرجة المغربية فريدة بليزيد في الفيلم السينمائي « باب السما مفتوح «، والمخرج المغربي مومن السميحي « قفطان الحب « .. ، ثم جاءت فترة الاستقرار بلندن، حيث خلالها اشتغلت في كثيرا في الاعمال المسرحية التي كانت بمثابة محطة حياتية للالتحاق بنيويورك التي بها مثلت فيها في العديد من الأعمال المسرحية ببرودوي، التي لاقت نجاحا على المستوى الإعلامي، الشيء الذي فتح لي الباب الاشتغال في المجال الفني بشكل احترافي.. n إذن بعد هذا المسار الفني بأمريكا، كيف جاءت فكرة الانتقال إلى المغرب فنيا ؟ pp حقيقة، الانتقال إلى المغرب كانت دوافعه أسرية وليس فنية بالأساس . n إذن ، لما انتقلتي إلى الساحة الفنية بالمغرب ألم تتفاجئ بملامح الساحة الفنية المغربية التي تختلف كثيرا عن ما تعودتي عليه بأمريكا ... pp بأمريكا هناك صناعة واستثمارات كبيرة في المجال الفني خصوصا الحقل السينمائي، الذي يتيح إنتاج أعمال سينمائية بميزانيات ضخمة .. لكن هذه الصورة يتقلص تأثيرها، خصوصا عندما تجد فنانين متميزين بالمغرب كياسين فنان، نرجس النجار، نورالدين الخماري، محمد أشاور، فوزي بنسعيدي ... ، ونفس الأمر ينطبق على الممثلين والتقنيين المغاربة، يقدمون أعمالا فنية بمستوى عال من الحرفية وبميزانيات ضعيفة..، أكيد إذا ما منحناهم ميزانيات ضخمة ستكون أعمالهم في المستوى العالمي .. وأكيد، أنه رغم محدودية الميزانية المخصصة للسينما المغربية مقارنة مع نظيرتها الامريكية، استطاع هؤلاء المخرجون وغيرهم من المخرجين والممثلين والتقنيين المغاربة أن يسجلوا حضورا مشرفا في العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية الدولية ... وأعتقد أن الفارق الوحيد الذي يميز الصناعة السينمائية بأمريكا عن نظيرتها المغربية هو الإمكانيات المادية وليس الإبداعية والفنية .. ، لكن المؤشرات الفنية للحقل الفني بالمغرب اليوم، تؤشر على مستقبل فني يشق طريقه بثبات وحرفية ومهنية متميزة، وهذه الحرفية تساعد على التعريف بالسينما المغربية دوليا .. n العودة إلى المغرب للاشتغال في المجال الفني، هل كان هناك اختيار تجاه السينما أو التلفزيون أو المسرح؟ pp الاختيار بالأساس، كان متجها إلى التلفزيون لأنه وسيلة تواصلية تساعد الفنان بأن يتعرف عليه الجمهور الواسع، خصوصا أنني لم أكن معروفة عند الجمهور المغربي..، لهذا كان الاختيار متجها للأعمال التلفزيونية لكي أسهل عملية التواصل هاته . من هنا جاءت فرصة الظهور خلال شهر رمضان للسنة الماضية من خلال الجزء الأول لمسلسل «وعدي» الذي لعب دورا أساسيا في أن يتعرف علي الجمهور المغربي عن قرب من خلال دور «فطومة» ودور « زينب « في سلسلة « مقطوع من شجرة « لعبد الحي العراقي . n اذن كيف جاء اختيارك في المسلسلين، وكيف كانت التجربة التمثلية؟ pp التجربة كانت مبينة على الاكتشاف أساسا، أي التعرف على طريقة اشتغال المخرجين والممثلين والتقنيين المغاربة والتقرب أكثر من الحقل الفني المغربي . حقيقة، وجدت مفارقات شاسعة مع ما أعرفه عن الفن بأمريكا وما يمارس بالمغرب، وهذه الملاحظة ليس استصغارا للمجال الفني المغربي أو للكفاءات التي تشتغل به، بل كان من الضروري أن أعيش تجربة الاكتشاف لكي يكون أدائي في المستوى المطلوب الذي تتطلبه مني الأعمال التي اشتغلت بها. n هل واجهتك صعوبة فترة التصوير؟ pp نعم كانت صعوبة على مستوى علاقتي باللغة العربية والدارجة المغربية، الشيء الذي تطلب مني أن أبذل مجهودا كبيرا لأتمكن من لغتي العربية والدارجة المغربية، لكن بفضل ومساعدة كل الزملاء الذين اشتغلت معهم وبجانبهم تجاوزت هذا العائق، والنتيجة ظهرت في الأعمال التي اشتغلت فيها .. وبفضل كل هذه المجهودات، أصبحت اليوم عربيتي ودارجتي المغربية في المستوى الجيد.. n مع الجزء الثاني لمسلسل «وعدي»، كيف عاشت سمية التجربة؟ pp مسلسل «وعدي» في جزئه الثاني، وقائع الاشتغال به تغيرت بشكل كبير، بحيث أصبح الفريق الذي أشرف على إنجاز هذا العمل بمثابة عائلة واحدة، بالطبع مع بعض التغييرات الطفيفة، لكن التجربة كانت ناجحة .. كما أن دوري في المسلسل لم أجد صعوبة في أدائه، لأنه يسكنني منذ الجزء الأول، إضافة إلى العلاقة المتميزة التي تجمعني بالفنانة صفاء حبريكو التي تؤدي دور» مينة « ساعدت بشكل كبير في أن يكون أداؤنا منسجما بشكل كبير، وأقول أن المخرج ياسين فنان نجح في الكاستينغ الذي اختاره لقصة وأدوار المسلسل .. n وإذا ما سألنا سمية أكعبون عن رأيها في ياسين فنان مخرج مسلسل «وعدي»، وعبد الحي العراقي مخرج مسلسل « مقطوع من شجرة «، ماذا تقول؟ pp حقيقة ياسين هو فنان .. مخرج يحترم اختصاصه ويقدر الممثل، وخلال العمل معه يشعرك بأنه بجوارك يساعدك على الأداء بشكل مريح وبكل احترام .. لقد كان بمثابة مرآة حقيقة لأدائي .. والاشتغال معه كان شرف كبير لي بأن أتعرف على هذه الطاقة المبدعة ..، خصوصا، وأن علاقتي به توطدت مباشرة بعد مرحلة الكاستينغ، و مثل هذا الشعور مهم في العلاقات الفنية .. أما المخرج عبد الحي العراقي، فلقائي به جاء مباشرة مع عودتي للمغرب، ولم يكن لدي الوقت للمعرفة الساحة الفنية بشكل دقيق، لكن الأمور معه ذهبت في الاتجاه الايجابي .. n وعن تجريبتك مع فريدة بليزيد ومومن السميحي السينمائية؟ pp مع فريدة كانت التجربة رائعة حيث مثلت دور الخادمة في فيلم»باب السما مفتوح « ومع مومن السميحي في فيلم «قفطان الحب» ، لقد كانت التجربتان متميزتين وناجحتين، لكن ظروف الدراسة بالخارج حتمت علي الانتقال الى الخارج لإتمام الدراسة والعيش هناك .. n مسلسل «وعدي» أخذ شهرته وسط المغاربة، هل ممكن لنا أن تطلعيني على الجديد ولو باختصار؟ pp مع الجزء الثاني، نعم هناك أشياء جديدة، لا يمكن الإعلان عنها ونتركها لباقي حلقات المسلسل الذي يعرض خلال رمضان هذه السنة، لكن هناك وجوه فنية جديدة التحقت بفريق عمل مسلسل «وعدي»، أبانت عن مؤهلات فنية محترمة، وهناك العديد من المفاجأة في دور « فطومة « الذي أمثله، وأتمنى أن يحقق المسلسل نفس التشويق والانطباع الذي تركه الجزء الاول .. n سمية أكعبون، هل هناك من أعمال جديدة في القريب؟ pp نعم اشتغلت في عمل لعبد الحي العراقي « حبال العنكبوت «، وياسين فنان في عمل فني بعنوان «حياتي»، كما مثلت في سلسلة « الغول « لسعيد سي ناصيري الذي يعرض على قناة «ميدي 1 تي في»، كما اشتغلت في عمل فرنسي .. وهناك مشاريع اخرى بأمريكا لم يحن الوقت للإعلان عنها، بالإضافة إلى أنني بصدد كتابة سيناريو سيصور بالمغرب قريبا.