يبدو أن الأمور ستزداد توترا داخل شبكة «كنال بلوس» الفرنسية، فقد رفض المجلس الأعلى السمعي البصري بفرنسا الاتفاق الموقع بينها الباقة المملوكة لشركة فيفندي ونظيرتهاbeinsport القطرية، والقاضي بمنح باقة «كنال بلوس» الحق الحصري لتوزيع قنوات beinsportالفرنسية ضمن باقاتها. صراع على الريادة والمشاهد هو الفائز ففي إطار سعي باقة «كنال بلوس» إلى الوقوف في وجه الانتشار الكبير للباقة التابعة لقطر، والتي أصبحت تشهد توسعا كبيرا في أوساط الفرنسيين بالنظر إلى تعدد الحقوق الرياضية التي تمتلكها، وسعر الاشتراك المنخفض مقارنة بالاشتراك في قنوات «كنال بلوس»؛ فأسعار الاشتراك التي توفرها قنوات beinsport لا تتعدى 14 أورو شهريا بدون أي التزام مسبق و شامل لجميع القنوات. مما كلف القناة الفرنسية خسائر مادية فادحة، كنتيجة لفقدانها العديد من المشتركين بمعدل سنوي يفوق 200 ألف مشترك، منذ انطلاق قناة bein sport في سنة 2012 بفرنسا. و لجعل قناة beinsport في متناول أغلب الفرنسيين، اعتمدت خطة السعر المنخفض، و الدفع المسبق دون التزام، و البث ضمن جميع الخدمات التلفزية، فنجحت في جعل مشتركيها يبلغون اليوم أكثر من 2.5 مليون مشترك، مما جعل مسؤولي «كنال بلوس» يستشعرون الخطر من تضاعف الخسائر المسجلة منذ ظهور قنوات beinsport، و باتوا قلقين على الباقة الفرنسية من تسجيل خسائر جديدة في أعداد المشتركين، نتيجة خسارتهم لمجموعة من الحقوق الرياضية الخاصة بالأحداث الكبرى، خاصة في كرة القدم، كان آخرها خسارتهم لحقوق بث الدوري الإنجليزي الممتاز في فرنسا انطلاقا من السنة القادمة، بينما تملك القناة القطرية حقوق البث لمجمل الأحداث الرياضية الكبرى ففرنسا، كالدوري الأسباني و الألماني و الإيطالي لكرة القدم، و دوريات الركبي الأوربية، بالإضافة لكرة السلة الأمريكية و منافسات التنس، وغيرها، و لم يتبق ل»كنال بلوس» سوى منافسات الدوري الفرنسي في الركبي و تملك حقوق بث حصري لثلاث مباريات قمة أسبوعيا من أصل ثمانية في الدوري الفرنسي كرة القدم، وأصبح الحل هو الاستحواذ على التوزيع الحصري للباقة الرياضية، مقابل دفع مبلغ يناهز 400 مليون أورو كل سنة و لمدة 5 سنوات حسب الاتفاق الذي رفض. كما قامت قناة «كنال بلوس»، مؤخرا بتغير شامل لنظام التشفير الخاص بها، برفعه للمستوى الثالث، و هو ما جعل قنوات الشبكة تختفي في الآونة الأخيرة من شاشات بعض من يعتمدون طريقة «الشيرينغ» لمشاهدتها، ومن بينهم جزء كبير من المغاربة. فالشبكة كانت مخترقة من طرف قراصنة القنوات المشفرة، ما جعل بعض الفرنسيين يفضلون هم أيضا الاشتراك في الأجهزة المقرنصة، وهي الخدمة التي لا تتجاوز تكلفتها المئة يورو لمشاهدة جميع قنوات الشبكة لمدة سنة كاملة. قانون يحمي المواطن.. برغم الاحتكار الكبير للقنوات المشفرة في فرنسا للأحداث الرياضية الكبرى ومن بينها قناة ، beinsport إلا أن القوانين الفرنسية تمنح المواطنين الفرنسيين حق التمتع بمجموعة من الأحداث الكبرى بالواضح، حيث يحدد مرسوم صدر في سنة 2004 الأحداث الرياضية التي يجب بتها في قنوات غير مشفرة و تستقبل من طرف 85% من الأسر داخل الأراضي الفرنسية خدمة للمجتمع، و عددها 21 منافسة رياضية، من بينها مقابلات المنتخب الفرنسي لكرة القدم التي تجرى في تواريخ الفيفا، بالإضافة إلى مبارياته في كأس العالم و كأس أوربا، ما جعل قنوات beinsport الفرنسية المالكة لحقوق بث كأس أوربا لهذه السنة، تبيع جزء من حقوق البث و خاصة مباريات المنتخب الفرنسي ونصف النهاية و المباراة النهائية لكل من القناة الأولى و السادسة. وهو نفس الشيء الذي وقع في منافسات كأس العالم التي نظمت مؤخرا بالبرازيل. عكس ما هو سائد عندنا، فالنسخة العربية من شبكة beinsport تمتلك حقوق كأس إفريقيا و مباريات المنتخب الوطني المغربي، و ترفض بيع هذه الحقوق لأي قناة أخرى، مرغمة المشاهدين على الاشتراك في خدماتها إن رغبوا في متابعة لقاءات منتخبهم الوطني, لغياب أي قانون يحمي المواطن، مماثل لما هو موجود في فرنسا، ليصبح الحل التوجه نحو الأجهزة القادرة على فك التشفير أو التوجه صوب بعض القنوات التابعة لدول إفريقية من جنوب الصحراء، أو الخروج للمقاهي، لمشاهدة المنافسات الرياضية العالمية.