يعيش المجلس الجماعي لمدينة الجديدة هذه الأيام٬ حالة غليان غير مسبوقة، تنذر بتصدعات وانقسامات خطيرة قد تعصف بتحالف الأغلبية المشكل من أحزاب الاستقلال والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، بعد الأنباء التي راجت بقوة، والتي مفادها أن رئيس المجلس الجماعي لمدينة الجديدة بصدد وضع آخر الترتيبات للترخيص بإقامة فضاء ترفيهي ﴿سيرك لألعاب الأطفال﴾ داخل فضاء فندق «دكالة أبو الجدايل»٬ المعلمة السياحية التاريخية الموجودة بمدخل المدينة، والتي تصارع الجهات التي اعتادت الاستفادة من الريع الاقتصادي في الجديدة بدءا من محاربة حركة 20 فبراير وانتهاء بالعروض المسيلة للعاب الشركات التي تحترف التنشيط المفترى عليه، تصارع الزمن من أجل الحصول على التراخيص قبل أن تنطلق احتجاجات التنسيقية المحلية لمحاربة الريع الاقتصادي التي تأسست لهذا الغرض. تقرير اللجنة الإقليمية التي زارت الفندق قبل شهر تقريبا، مباشرة بعد العثور على جثة شخص ذكر أقدم على الانتحار داخل إحدى غرفه، أكد أن الفندق آيل للسقوط وأضحى مرتعا خصبا لاحتضان الجريمة والمنحرفين والمتسكعين والمشردين، ونقطة سوداء بالقرب من وحدات فندقية مصنفة. إلا أن التعجيل بهدمه وتداخل أطراف متعددة في عملية الهدم، من بينهم من ينتمي إلى المجلس الجماعي، وتكوين خلية من بين أعضائه اعتادت هي الأخرى الاستفادة من فتات الريع الاقتصادي، يؤكد أن هناك نية مبيتة لتفويته إلى المستشار المدلل الذي اعتاد على المال السهل. هذا، ويواجه رئيس المجلس الجماعي بالجديدة٬ معارضة قوية من طرف حلفائه داخل الأغلبية حتى من مستشارين فازوا ضمن لائحته الانتخابية٬ بينما رفاق بنكيران وجدوا أنفسهم في ورطة حقيقية، وإن كانت مصادر قد أكدت أن تنظيماتهم الحزبية رافضة لهذا التفويت خوفا من انتفاض الساكنة عليهم في الاستحقاقات المقبلة، وهم الذين أكدوا غير ما مرة نيتهم القطع مع اقتصاد الريع إلا أن لا شيء يوحي بذلك إلى حدود الآن. عمالة الجديدة التي رفضت لجنتها الإقليمية أربع ملفات كانت قد تقدمت بطلبات إنشاء سيرك الأطفال، لم تدل بدلوها في نازلة فندق «دكالة أبو الجدايل»، وإن كانت مصالحها هي من تبنت اختيار هدم الفندق في إطار محاربة الجريمة والحفاظ على جمالية المدينة، إلا أن سكوت مصالحها اليوم على ما يتم التحضير له من تفويت مشبوه يجعلها هي الأخرى مطالبة بتوضيح وجهة نظرها، خاصة وأن وزارة الداخلية كانت قد أصدرت، مباشرة بعد الحادث الذي عرفته مدينة آسفي، والذي أودى بحياة فتاة وإصابة آخرين وإدانة صاحب السرك بالحبس والغرامة والتعويض للضحايا، دورية تحمل توقيع وزير الداخلية تمنع منعا كليا إقامة المعارض التجارية ومعارض السيرك التي تقام من طرف الشركات والخواص باستثناء أنشطة الغرف التجارية والصناعية والصناعة التقليدية. كما أصرت ذات المذكرة على أن نصب الألعاب يستوجب على صاحبه الإدلاء بشهادة تأمين على كل المخاطر، وشهادة الجودة والمطابقة تستجيب لمعايير السلامة الدولية وملف تقني وإداري متكامل. ولكن لا شيء من هذا يتضمنه الملف الموضوع أمام الجماعة الحضرية بالجديدة، علما أن صاحب الفندق السعودي»أبو الجدايل» لا يوجد في المغرب، ولم يوقع في أي يوم من الأيام على أي وثيقة لكراء الفندق من أجل إقامة سرك أطفال، بل كل ما في الأمر أن هناك وثيقة يقال أنها مجرد توكيل من طرف صاحب الفندق لأحد أقاربه. ولنفترض جدلا أن هناك توكيلا صحيحا بل إن صاحب الفندق موجود، فكيف له أن يحول منشأة سياحية فوتت له بدراهم معدودة في إطار الخوصصة، إلى ساحة لإقامة سيرك أطفال علما أن المكان يوجد قرب فندقين مصنفين، كما يوجد بمدخل المدينة مع ما يشكله هذا من متاعب لحركة السير والجولان، وضجيج لمصحة خاصة ومخيم دولي للقوات المسلحة . رفاق بنكيران والرئيس الحالي الذي يصفه حلفاؤه برجل المرحلة عجزوا ،في أول مناسبة،عن ترجمة مواقفهم ومبادئهم واستسلموا لضغوطات لوبيات الفساد التي تسعى للاغتناء الفاحش ضدا على القانون٬ حيث ستجني منه الجهات المحظوظة أرباحا خيالية، دون أن تستفيد الجماعة من عائداته، وكل ذلك إرضاء لرغبات أحد المستشارين المدللين ونزواته. إلى ذلك، ترى جهات مهتمة بالشأن المحلي أن الترخيص لإقامة فضاء ترفيهي مؤقت للأطفال بمنطقة سياحية محضة، حسب تصميم تهيئة المدينة، يعتبر تحديا سافرا وضربا لقرار اللجنة الإقليمية التي سبق وأن رفضت بشكل كلي، إقامة معرض بفضاءات فندق «دكالة أبو الجدايل»٬ وكذا ضربا لمصداقية رئيس المجلس الجماعي الذي سبق وأن تعامل مع ملف مشابه سنة 2008 بعد توصله بملاحظات المجلس الجهوي للحسابات بخصوص المعرض التجاري الكبير الذي كان يقام بملعب الأشهب وفضاءات ترفيه الأطفال، دون أن تستفيد الجماعة ولو سنتيما واحدا،حيث تم كراء فضاءاته بناء على مسطرة طلب عروض بمبلغ يتجاوز 200 مليون لذات الشخص الذي كان يكتريه ب0 درهم وإلى حين البت بشكل نهائي في هذا الملف، الذي استأثر باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، تبقى كل الآمال معقودة على رئيس الجماعة وعامل الإقليم لوقف مثل هذه المهازل، ورد الاعتبار لمدينة الجديدة التي ستحتضن ثلاثة مهرجانات كبيرة خلال الصيف، تستضيف شخصيات من الوزن الثقيل، كان أولى بمنظميها أن يقيموا مثل هذه السهرات في هذا الفضاء بعيدا عن ضوضاء المدينة، وتلك حكاية أخرى.