غير المنتخب الاسباني لكرaة القدم جلده بعد معاناته في مونديال البرازيل 2014 من «شيخوخة» نجومه، وضخ مدربه فيسنتي دل بوسكي وجوها شابة قبل كأس أوروبا 2016 يأمل من خلالها في التتويج بالتاج القاري للمرة الرابعة في تاريخه والثالثة على التوالي، وتحقيق إنجاز غير مسبوق يمدد به عصره الذهبي في القرن الحادي والعشرين. ومهما حصل في كأس أوروبا المقررة من 10 يونيو إلى 10 يوليوز المقبلين، فإن كرة القدم الاسبانية ميزت عصرها. فعلى الساحة الدولية، فإن أسلوب التمريرات القصيرة لمنتخب «لا روخا» أدى إلى ثلاثية كأس أوروبا 2008-مونديال 2010- كأس أوروبا 2012، وهو إنجاز لم يسبق له مثيل. أما الأندية الإسبانية، فحصدت كل شيء على الصعيد القاري: للموسم الثالث على التوالي ينال فريقان من الليغا لقبي دوري أبطال أوروبا (ريال مدريد 2014 و2016 وبرشلونة 2015) والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ (إشبيلية 3 مواسم متتالية). ويسعى هذا «العصر الذهبي» الاسباني الجديد إلى تكريس نفسه على الخارطة الكروية القارية، ومحو خيبة أمل مونديال 2014 في البرازيل، عندما فاجأ المنتخب الاسباني الجميع وخرج خالي الوفاض من الدور الأول، وبعد مباراتين فقط، وكان السبب الأبرز في ذلك تقدم نجومه في السن. «نهاية حقبة»، هذا ما تم الاعلان عنه في ذلك الوقت من قبل المراقبين ووسائل الإعلام. ولكن دل بوسكي، الذي يشرف على تدريب لاروخا منذ 8 أعوام، وعلى الأرجح ستكون كأس أوروبا الاخيرة له على رأس منتخب بلاده، رد قائلا: ليس بهذه السرعة». وأضاف المدرب (65 عاما) صاحب الخبرة الكبيرة، والذي عمل جاهدا على تجديد صفوف منتخب بلاده: «الفوز بلقبين أوروبيين متتاليين يضعنا في موقف قوي، ولكن يتعين علينا إثبات ذلك على أرضية الملعب». وشاركت إسبانيا في العرس القاري 9 مرات في 14 نسخة حتى الآن. وبعدما أبلت بلاء حسنا في أول مشاركة لها عندما ظفرت بلقب النسخة الثانية عام 1964، التي استضافتها على أرضها على حساب حاملة اللقب الاتحاد السوفياتي، والتي كان سببا في إعلان انسحابها من النسخة الاولى التي نظمتها فرنسا، فشلت في التأهل في النسخ الثلاث التالية (1968 و1972 و1976). وعادت عام 1980 في إيطاليا وخرجت من دور المجموعات، لكنها بلغت المباراة النهائية للنسخة التالية في فرنسا وخسرت أمام البلد المضيف (1984). ثم خرجت من دور المجموعات عام 1988 في ألمانيا وفشلت في التأهل عام 1992 في السويد، ثم خرجت من ربع نهائي 1996 في إنكلترا و2000 في بلجيكا وهولندا، ومن دور المجموعات عام 2004 في البرتغال، قبل أن تحرز اللقب في النسختين الأخيرتين في 2008 بسويسرا والنمسا و2012 في أوكرانيا وبولندا. وبالتأكيد أن نجوم الأمس لا يزالون في التشكيلة: حارس المرمى والقائد إيكر كاسياس (35 عاما)، المدافعان جيرارد بيكيه (29 عاما) وسيرجيو راموس (30 عاما)، ولاعبو الوسط أصحاب الفنيات العالية جدا أندريس إنييستا (32 عاما) وسيرجيو بوسكيتس (27 عاما) وسيسك فابريغاس (29 عاما) ... ولكن دل بوسكي اختار في لائحته الأولية من 25 لاعبا 13 فقط من بين ال 23، الذين كانوا حاضرين في البرازيل عام 2014، وذلك قبل الإعلان عن القائمة النهائية في 31 ماي. واعتزل تشافي هرنانديز وتشابي ألونسو ودافيد فيا، فيما استبعد فرناندو توريس ودييغو كوستا. وأصبحت مهمة أسهل من خلال ظهور جيل جديد، اعتاد على إحراز الألقاب بانتظام في فئات الشباب: لاعبا الوسط كوكي (24 عاما)، تياغو ألكانتارا (25 عاما) والمهاجمان ألفارو موراتا (23 عاما) ولوكاس فاسكيز (24 عاما) ... «لدينا الثقة في لاعبينا الجدد وهذا الدم الجديد في ما يمكن أن يحققه» هذا ما قاله دل بوسكي. وحذر قائلا: «إسبانيا لديها فريق مؤلف بطريقة جيدة، وحظي بتكوين جيد، وسيكون بين المرشحين للفوز بكأس أوروبا». استعاد المنتخب الإسباني ماضيه الخالد في التصفيات، التي أنهاها بقوة، حيث جمع 27 نقطة من أصل 30 ممكنة. لكن الاسبان يتطورون أيضا مع استمرار الشكوك. للبدء، لم يقرر دل بوسكي بعد بين حارس مرمى من ذوي الخبرة والقائد إيكر كاسياس أو الشاب الموهوب دافيد دي خيا. وفي قلب الدفاع، إذا تعرض بيكيه او راموس للإصابة، فإن حلوله تعويضهما قليلة. وتبدأ إسبانيا حملة الدفاع عن لقبها في 13 يونيو أمام جمهورية التشيك ضمن المجموعة الرابعة، ثم تواجه تركيا وكرواتيا، والأخيرة هي أصعب منافس للإسبان بحسب دل بوسكي. وتبقى كتابة التاريخ. إذا فازت إسبانيا باللقب للمرة الرابعة، فستنفرد بالرقم القياسي في عدد الألقاب أمام ألمانيا.