أطلقت القنوات التلفزيونية الوطنية هذه الأيام حملة إعلانات، هنا وهناك، عن نوعية البرامج التلفزيونية الجديدة التي ستقدمها خلال شهر رمضان المبارك القادم، وهي برامج، بطبيعة الحال، يتحكم فيها بعد "الكوميديا" الذي ترتكز عليه القنوات من أجل استقطاب أعدادا كبيرة من المشاهدين باعتبار ظرفية البث التي تصادف فترة الإفطار .. كما يتحكم فيها، بدرجة ثانية، بعد الدراما التلفزيونية .. التي كانت السنة الماضية، على الخصوص، إحدى نقط القوة باعتبار أرقام المتابعة المسجلة في هذا الاتجاه على مستوى القناتين الرئيسيتين معا، "الأولى" و الثانية"، والنابعة من الارتياح الذي خلفته بفضل جودة مضمونها و توفرها على مجموعة من المكونات الفنية و التقنية المهنية المحترفة.. من قبيل مسلسل " وعدي" ومسلسل " مقطوع من شجرة.." ويبدو من خلال الوصلات الإعلانية تلك والأصداء المرتبطة بها، أن القناتين المذكورتين لن تحدثا تغييرا كبيرا على مستوى البرمجة و البث، إذ ستعتمدان" كالعادة، في فترة البث ذاتها في هذا الموسم ، على برمجة الإنتاجات "الكوميدية" التي لطالما خلف معظمها في المواسم الرمضانية السابقة، تذمرا وإحباطا واسعين من قبل المشاهدين، الذين رأوا فيها استخفافا بذكائهم وضحكا على ذقونهم... بسبب السخافة التي تتملكها والخواء الفكري الذي يلفها ويحتويها،.. والخوف كل الخوف، يسيطر على الكثيرين منهم، من أن تسقط الإنتاجات الكوميدية الوطنية في المحظور مرة أخرى، وتكرر نفس السيناريوهات الهزيلة، وتقدم نفس العروض الضعيفة على صعيد إبداع المواقف الفكاهية الهادفة التي تعتبر عماد نجاح هذه النوعية من البرامج السهلة، لكنها ممتنعة على العديد من شركات تنفيذ الإنتاج التي خاضت مغامرة إنجازها في السنوات المنصرمة، وهي ذاتها، كما هو واضح، التي تركب مغامرة تنفيذ إنتاجها هذه السنة، وكأن ليس هناك من حسيب ولا رقيب تخول له سلطاته، فردا كان أو هيئة..، إيقاف بعض "المهازل"، ومن ثمة إعطاء فرصة لتجارب أخرى لتقديم عطاءاتها في هذا المجال بكل المرونة اللازمة، من منطلق التجارب " الفاشلة" التي تابعناها في ما مضي، وكانت هدرا للمال أكثر من أي شيء آخر... و مصدر احتجاج، أيضا، بعض المهنيين عن الإقصاء الذي جوبهوا به من قبل المشرفين على إدارة القنوات الوطنية، وهم يتقدمون بمشاريع أعمال تلفزيونية رأوا أنها تفوق قيمة وجودة عما تم اعتماده وتنفيذ إنتاجه.. من بعض المستفيدين دائما، الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة !! الخوف من الوقوع في المحظور هذا، دفع، قبيل حلول الشهر الفضيل، العديد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إنشاء صفحات تنادي بمقاطعة متابعة البرامج التلفزيونية الرمضانية، خصوصا الكوميدية، من منطلق الرصيد المخيب الذي تركته، وذلك كشكل من أشكال الاحتجاج الحضاري، وقد تفاعل مع هذه النداءات و التدوينات.. الكثيرون، منهم المؤيدون للمقاطعة، ومنهم من يقول بانتظار ما سيقدمه " طجين" الطبخة الرمضانية.. وكيفما كان التدوينات والنداءات و المواقف، فالكرة الآن في ملعبي "دار لبريهي" " وعين السبع".. قبل أن يقع " الفاس في الراس". !!