المفروض أن تشهد الأسابيع القليلة القادمة عملية تصوير الأعمال الدرامية و الكوميدية.. المرشحة للبث في شهر رمضان المقبل، الخاصة بالقنوات التلفزيونية الوطنية المعنية، وهي فترة معتبرة تسمح، باعتبار الفارق الزمني عن الشهر الكريم، بإنجاز إنتاجات تكون في مستوى انتظارات المشاهدين، من منطلق أن عامل الزمن في هكذا إنجاز أعمال، عنصر مهم وأساسي، لأجل إفراز برامج.. جيدة أو مقبولة على أقل تقدير لأجل تفادي الأخطاء والهفوات.. الناتجة عن السرعة و التسرع الذين يطبعان عادة تنفيذ بعض الأعمال .. وهذا، حقيقة، ما نلاحظه ونتتبعه حاليا في أكثر من فضاء تلفزيوني عربي الذي يخوض مبكرا سباق التنافس على استقطاب أنظار المشاهدين العرب أينما كانوا .. تعلق الأمر بهذا الصدد بالشبكات التلفزيونية الخليجية الكبرى أو بالقنوات الفضائية المصرية التي تسجل هذه الأيام فورة محمومة على مستوى الإعداد و التصوير لبرامج تلفزيونية متنوعة تحضر فيها الدراما الاجتماعية و التاريخية.. بشكل قوي وتحتل فيها الكوميديا مرتبة متدنية، وهو اختيار له دلالته ومقاصده وإشاراته في الوقت الحاضر.. لكن يبدو أن هذا الافتراض المتعلق بالإنتاجات التلفزيونية الوطنية الرمضانية، ومن خلال الأصداء الملتقطة هنا وهناك، يظل بعيدا عن التحقيق، فوتيرة تنفيذ الإنتاج جد جد بطيئة، بل إن الكثير من مشاريع المقترحة للتنفيذ لم تحصل بعد على تأشيرة التفعيل ... مما ينذر أن حصيلة العرض الرمضاني المقبل، مثل سابقيه، ستكون " كارثية" لا قدر الله، على مستوى النوع و الكيف.. الذي لا زلنا نشكو من تفاعلاته " الكيميائية" السلبية التي تسبب في ارتفاع هرمون الأدرينالين الذي "يعمل على زيادة نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية.. وتحضير الجسم لحالات الكر و الفر.." كما تقول موسوعة و الويكبيديا، ومن ثمة ارتفاع ضغط الدم، بسبب ما تعرضه من خزعبلات وحماقات وتلف في العين و السمع .. والفكر أيضا، والأدلة على ذلك كثيرة ومتعددة لا يسع الحيز هاهنا لذكرها جميعا.. خصوصا فيما يتعلق بالبرامج التي تخص بمستوى بث جد معتبر، أي ذروة المشاهدة في فترة الإفطار وبعدها مباشرة، وهي البرامج المسماة، ظلما وعدوانا، كوميدية، التي يظهر من خلال " الملفات" المقترحة للتنفيذ بجل القنوات تحتل، كالعادة، حيزا جد هام في البرمجة الرمضانية القادمة .. وهذا معطى جد مفزع، لا شك، أنه سيدفع المشاهد المغربي للتساؤل من جديد حول دواعي هذا الإصرار " الكوميدي"، الذي يجعله لا يضحك منها.. بل عليها وعلى محتوياتها الجافة و التافهة..