تسجل استوديوهات التصوير هذه الأيام حركة دؤوبة لوضع اللمسات الأخيرة على بعض الأعمال الدرامية الوطنية المرشحة للبث في الموسم التلفزيوني الرمضاني سواء في قناة «الأولى» أو في القناة الثانية، اللتين تراهنان، فيما يبدو، على الإنتاجات الكوميدية - كما العادة - لاستقطاب أنظار المشاهدين المغاربة، خصوصا في فترة الإفطار، التي تحقق فيها القناتان أكبر نسبة مشاهدة مقارنة مع القنوات التلفزيونية العربية والدولية، حسب ما كشفت عنه الكثير من استطلاعات الرأي و إحصائيات «ماروك ميتري» المؤسسة المختصة في هذا المجال، بالمغرب، فيما أعمال أخرى مراهن عليها، هي، أيضا، مازالت لم تستكمل بناءها، تصويرا وتوضيبا، الشيء الذي سيطرح - بغض النظر عن مضامين السيناريوهات و«جودتها» - مسألة الجودة في الإنتاجات الدرامية الرمضانية الوطنية التي مازالت لم تعثر بعد على«الحلول» الناجعة والحازمة والمهنية من قبل المشرفين على الشأن التلفزيوني الوطني، بالرغم من الانتقادات الحادة التي تصادفها هذه الانتاجات كل مرة، خصوصا الكوميدية من الشارع المغربي وكذا من المتتبعين والمهتمين، حيث غالبا ما يتم تصنيف هذه «أشباه الأعمال» في خانات «التتفيه» بدل خانات «الترفيه»، إذ يتم اعتبار غالبيتها ضحكا على الذقون وهدرا للمال العام أكثر منها شيئا يدعي برامج تلفزيونية وطنية حقيقية.. في هذا السياق كشفت مصادر من القناتين أن البرمجة الدرامية الرمضانية على القناتين الرئيسيين «الأولى» والثانية ستعرف استمرارية بث إنتاجات درامية سبق بثها الموسم التلفزيوني الرمضاني، باعتبار الارتياح الذي لقيته من قبل المشاهد المغربي، وذلك من خلال أجزاء وحلقات جديدة لها.. كما ستعرف بث عناوين جديدة وبأسماء جديدة سيكتشفها المشاهدون في أداء ولون درامي آخر.. كما هو حال سلسلة ادريس الروخ الذي سيقوم بإخراج «ياك حنا جيران» على القناة الثانية التي ستتمحور أحداثها حول سكان يقطنون نفس العمارة تتألف من أربع شقق، شقتان منها تقطنان بهما أسرة مهاجرة بفرنسا والأخرى بهولندا، وشقة ثالثة تسكن بها أسرة منحدرة من دكالة، ورابعة ذات أصول بيضاء... هذا الفسيفساء سيخلق مواقف جد مثيرة، عَصَبُها كيفية عدم التواصل بين الأسر المعنية ومن خلاله ستطرح العديد من المقاربات الاجتماعية ... ويشارك في تجسيد عمل الفنان ادريس الروخ الذي هو من تنفيد إنتاج «عليان» نبيل عيوش كل من الفنانين محمد مجد، محمد بسطاوي، منى فتو وغيرهم. وكذا سيتكوم «العام طويل» على «الأولى» للمخرج سعيد آزر، حيث «يعالج» كلا من الفنانين محمد الجم، سعاد خيي، عبد الرحيم المنياري ومحمد عاطر، في قالب كوميدي، واقع التعليم الحر والمشاكل التي يواجهها ممثلة في شخصية رجل أعمال اقتحم هذا الميدان واستثمر فيه الأموال بغية تحقيق الربح السريع.. و«السلسلة التلفزيونية «ساعة في الجحيم3» من إخراج ياسين فنان.. بطولة أمل الأطرش، روية، صلاح بن صلاح، طارق البخاري وآخرين، الذي تجري مجموع أحداثه في 24 ساعة، كل حلقة منه تروي حكاية مستقلة في ساعة من الزمن تقلب حياة أبطالها رأسا على عقب.. و السلسلة الفكاهية «دار الورثة» (الجزء الثاني) على القناة «الأولى» من إخراج هشام الجباري، بطولة عبد الجبار الوزير، عبد الصمد مفتاح الخير، فضيلة بنموسى وهاجر عدنان .. وهي تحكي قي قلب فكاهي حكاية رجل من طراز قديم يملك رياضا يتواجد في منطقة أصبحت محاطة بعمارات شاهقة، يرفض أن يتحول مسكنه وأرضه إلى عمارة مماثلة، باعتبار رياضه هو إرث معماري عائلي ورثه أبا عن جد، بالرغم من الإغراءات المالية الكبيرة التي عرضت عليه، التي سال لها لعاب محيط أسرته، الأمر الذي سيخلق العديد من المواقف الطريفة التي ستكون فيها بصمة الفنانين عبد الجبار الوزير وعبد الصمد مفتاح الخير واضحة، ومسلسل «عقبة ليك» على القناة الثانية للمخرج ياسين فنان الذي تحول من فيلم تلفزيوني إلى مسلسل، وهو من بطولة سناء عكرود، سناء بوتازوت، فاطمة الزهراء بناصر وعزيز الحطاب.. ويروي، كما في الفيلم، وبتفصيل عريض، حكاية امرأة تجاوزت ربيعها الثلاثين تتوفر على جميع متع الحياة الأساسية من شقة وسيارة ومال وجمال، لكنها تعاني من حياة العزوبية بفعل الضغط الذي تمارسه عليها كل من والدتها وجدتها لإيجاد شريك الحياة