قتل ما لا يقل عن 104 أشخاص في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج يوم الثلاثاء، كما أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس نقلا عن مصادر طبية وشهود عيان. وقال مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في لندن توم بورتيوس في اتصال هاتفي «إن باحثنا في ليبيا أكد لنا أن هناك ما لايقل عن 104 قتلى». وأضاف «لكنها صورة غير كاملة عن الوضع لأن الاتصالات مع ليبيا صعبة جدا. ولدينا مخاوف كبيرة (...) من أن تكون هناك كارثة في مجال حقوق الانسان». ويشير تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا الى مصادر ليبية مختلفة، إلى أن حصيلة خمسة أيام من حركة الاحتجاج على نظام العقيد معمر القذافي الحاكم منذ أكثر من أربعين سنة، لا تقل عن 77 قتيلا، معظمهم في بنغازي ,شرق, ثاني مدن البلاد ومعقل المعارضة. وكان الليبيون شيعوا صباح أمس بمدينة بنغازي 18 شخصا قضوا برصاص حي من قبل قوات الأمن وقوات مرتزقة، في حين واصلت القوات الليبية رمي المتظاهرين بالمدينة بالقذائف المضادة للطيران التي تعرف محليا باسم «م ط». يأتي ذلك وقد اتسعت دائرة الاحتجاج لتشمل مدنا بشرق ليبيا وغربها. وقال شاهد عيان إن شوارع المدينة تزدحم بالمتظاهرين الذين ازداد تمسكهم بمطلبهم بإسقاط النظام، مؤكدا أن عشرات الجثث ما زالت مسجاة في الشوارع، ويعجز المتظاهرون عن سحبها بسبب وابل الرصاص الكثيف الذي يطلق عليهم. وأكد العديد من شهود العيان أن أعداد القتلى بمدينة بنغازي وحدها منذ تفجر المظاهرات السلمية تزيد على مائتي قتيل وأن عدد الجرحى بالمدينة يقترب من ألف. وبينما توالت الأنباء عن انضمام العديد من ضباط الجيش إلى صفوف المواطنين ورفضهم إطلاق النار على المتظاهرين، قال شهود عيان إن سيارات مدنية تخرج من كتيبة الفضيل (محل إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي في بنغازي) في ساعات الليل وترمي المارة بالشوارع الرئيسية بالرصاص الحي، وتتردد إشاعات عن وجود عمليات إنزال في مطار بنينا الدولي لمرتزقة أفارقة مسلحين. وقد قرر آلاف الأشخاص المعتصمين أمام محكمة شمال بنغازي مواصلة اعتصامهم إلى أن يتحقق مطلبهم بسقوط النظام، وذلك رغم محاولات تفريقهم وحبسهم ومباغتتهم في ساعات الفجر الأولى. وقال شهود عيان إنه بسبب حالة الفراغ الأمني الذي تعيشه مدينة بنغازي، فقد تولى عدد من شباب المدينة تسيير حركة المرور، كما قام آخرون بتنظيم لجان وطنية شبابية تتكون من لجان تغذية وطب ونظافة وإعاشة وجمع تبرعات لمساعدة أهالي المدينة على الصمود. ونقلت وكالة رويتز عن شهود عيان قولهم إن انتشار قوات الأمن في المدينة قاصر على مجمع يطلق منه القناصة النار على المحتجين. وتأتي هذه التطورات في وقت تفرض فيه السلطات الليبية تكتما إعلاميا شديدا على ما يشهده الشارع الليبي، كما تلجأ في معظم الأوقات إلى حجب خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وبعض القنوات التلفزية ومواقعها الإلكتروني. قالت طبيبة في المدينة الواقعة على بُعد حوالي ألف كلم إلى الشرق من العاصمة طرابلس إن المستشفيات تعج بجثث القتلى. وقالت كذلك إنها تعتقد أن ما لا يقل عن 45 شخصا قد قتلوا، وأن ما قد يناهز 900 شخص قد أصيبوا، كما أشارت موضحة إلى أن كل القتلى والمصابين عليهم آثار طلق ناري في الرأس أو الرقبة أو الصدر. وأضافت قائلة إن عددا من الأشخاص قتلوا بصفة عشوائية أمام منازلهم. وقدرت منظمة هيومن رايتس ووتش عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ اندلاع موجة الاحتجاج على السلطات بما لايقل عن 104. وحرصت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان والتي يوجد مقرها في نيويورك، على التوضيح قائلة إن تقديراتها متحفظة. وقال مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في لندن توم بورتيوس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «إنها صورة غير كاملة عن الوضع لأن الاتصالات مع ليبيا صعبة جدا. ولدينا مخاوف كبيرة (...) من ان يكون هناك كارثة في مجال حقوق الانسان». وذكرت صحيفة إندبندنت أون صنداي البريطانية أن عدد الجثث في بنغازي ربما وصل إلى 200. وقال رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا القريبة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لوكالة فرانس برس ان 12 شخصا على الأقل قتلوا السبت في بنغازي أثناء المواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش. وحسب احدث حصيلة اعدتها الوكالة الفرنسية استنادا الى مصادر ليبية فان الاحتجاجات المستمرة منذ خمسة أيام اوقعت 77 قتيلا على الاقل، غالبيتهم في بنغازي ثاني كبرى مدن البلاد ومعقل المعارضة. ويصعب التأكد من صحة روايات الشهود من جهة مستقلة لأن السلطات الليبية لا تسمح بدخول الصحافيين الأجانب الى البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات كما يمنع على الصحافيين المحليين السفر إلى بنغازي. وكثيرا ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة كما قطعت خدمة الانترنت في ليبيا وذلك حسبما ذكرت شركة امريكية تراقب حركة الانترنت. وبينما تشير بعض التقارير إلى امتداد موجة الاحتجاج إلى مدن ليبية أخرى دفعت هذه الأحداث نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا الى اصدار نداء لقوات الأمن بوقف عمليات القتل كمسلمين حسبما أوردت وكالة رويترز.