بحفل تكريم بهيج احتفى بأسرة الفن المسرحي و فعاليات فينة و جمعوية و بنقاش أكاديمي رفيع المستوى حول فرجوية مسرح الطيب الصديقي وقضايا المسرح المغربي أسدل الستار يوم السبت الماضي على الدورة السابعة من المهرجان الوطني للمسرح بالحي المحمدي، المنظمة من طرف مجلس دار الشباب الحي المحمدي و جمعية كوميديا الحي للثقافة و الفنون الدرامية، بدعم من وزارة الثقافة و مسرح محمد الخامس و وزارة الشباب و الرياضة و بشراكة مع مقاطعة الحي المحمدي. و كالدورات الست السابقة عرفت الدورة حضورا مكثفا و نوعيا شمل المسؤولين المحليين منتخبين رجال السلطة وثلة كبيره من أهل الفن والإعلام والمهتمين وعموم المواطنين، وهو ما يؤشر على أن المهرجان أصبح يتمتع برأسمال وثقة لدى الشركاء وساكنة الحي المحمدي المتعطشة للتظاهرات الفنية التي تعيد المسرح والفن إلى المشهد الثقافي للحي المحمدي، الذي عرف منذ عقود بأنه مشتل خصب ومعطاء لمبدعين ومثقفين بصموا الحياة الفنية والثقافية الوطنية. مما زاد من فرص نجاح المهرجان قيمة العروض والفرق المسرحية التي أبدعت طبقا فنيا نال رضى جمهور الحي المحمدي الذي استمتع بعروض مسرحية افتتحت بمسرحية «المشقوف» لفرقة مسرح الشهاب، وتلتها مسرحية «جا وجاب» لفرقة المسرح الوطني بنجميها محمد الجم ونزهة الركراكي والرواد المؤسسين للمسرح الوطني عزيز موهوب «وشغل العيالات» لفرقة مسرح أرلكان مع عبد الرحيم المنياري و»بوغطاط» لفرقة أرتيل كوم مع المسرحي جواد الخودي، وعرض»ضيف الغفلة» مع الفنانة فضيلة بنموسى. هكذا، وعلى مدى خمسة أيام شهد المركب الثقافي للحي المحمدي إقبال جمهور الحي الذي يعتبر بشهادة الفنانين الذين أتيحت لهم الفرصة للتواصل معه بأنه جمهور صعب و حساس؛ وأنه لا يقبل بأي عمل إن لم يكن في مستوى المرجعية الفنية التي ترسخت لديه منذ ظاهرة المجموعات والفرق المسرحية المحترفة التي اتخذت دار الشباب الحي المحمدي قيدومة دور الشباب المغربية منطلقا لها. مما زاد العروض فرجة وبهاء التنظيم الذي كان في أعلى مستوى من التدبير والإحكام. وإيمانا من القيمين على المهرجان والشركاء بأن هذا الإرث والرأسمال الثقافي والفني يجب الحفاظ عليه وتنميته وضمان استمراريته، نظمت بالموازاة مع العروض المسرحية ورشات تكوينية وتدريبية في تقنيات التشخيص والتمثيل والإنارة والديكور والإخراج والتأليف لفائدة تلاميذ وتلميذات خمس مؤسسات تعليمية بالحي المحمدي. هذا ما يظهر جليا إصرارا على أن الحركة الفنية في الحي المحمدي لا يجب أن تنضب، وبأن أبناءه واعون بالحمولة والإرث الثقافي الذي راكمته الأجيال السابقة، من تكوين خلف قادر على حمل المشعل وعلى مواصلة مسيرة الإبداع. وهذا هو الرهان الكبير الذي يشكل روح المهرجان و غايته السامية.