ما زال الغموض يلف مصير الطائرة المصرية التي فُقد الاتصال بها فجر الخميس،وهي في طريقها من باريس للقاهرة وعلى متنها 66 راكبا،في وقت تستمر فيه جهود البحث عنها في مياه البحر المتوسط، حيث تشير الاحتمالات لسقوطها قرب إحدى الجزر اليونانية. وكانت مصر ومعها فرنسا واليونان قد باشرت، الخميس، من خلال طائراتها وسفنها الحربية جهود البحث عن الطائرة، في حين أعلنت أكثر من دولة استعدادها للانضمام لهذه الجهود في محاولة لاستجلاء مصير هذه الكارثة الجوية ، التي جاءت لتضرب مصر مرة أخرى ،بعد أزمتين سابقتين،هما حالة اختطاف وهمية قام بها مصري من أصحاب السوابق قبل شهرين لطائرة تابعة لشركة مصر للطيران وتوجه بها إلى قبرص بحزام ناسف مزيف (حزام طبي)، وقبلها كارثة الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء نهاية أكتوبر جراء عمل إرهابي أودى بحياة كافة ركاب الطائرة . وتضاربت حتى الآن الأنباء حول مصير الطائرة، فبعد أن أعلنت السلطات اليونانية مساء الخميس، ونقلت عنها سلطات شركة مصر للطيران، أنه تم العثور على حطام طافح على مياه المتوسط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة وقعت فيها، عادت لتقول إن ما تم رصده لا يعود لأي طائرة. وفي الوقت الذي وصل فيه لمطار القاهرة، ليلة الخميس، ثلاثة محققين إنجليز لمتابعة التحقيقات الخاصة باختفاء الطائرة فضلا عن وفد فرنسي يضم مستشار ا فني لشركة (إيرباص)، وثلاثة محققين من مكتب التحقيقات والتحليل التابع للطيران المدني الفرنسي، للمشاركة في التحقيقات التي تقودها مصر حول حادث الطائرة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرول ،صباح أمس الجمعة، انه ليس هناك «أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم الطائرة المصرية». وقال الوزير الفرنسي «إننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا أي فرضية مرجحة، لأننا لا نملك أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم الطائرة المصرية». وكان وزير الطيران المدني المصري، شريف فتحي، قد أكد أمس الخميس في لقاء صحفي أنه يعتبر الطائرة «مفقودة» حتى الآن داعيا الإعلام إلى الابتعاد عن التكهنات . وعقب الإعلان عن اختفاء الطائرة أعلنت حالة طوارئ وألغت القنوات التلفزيونية العامة والخاصة برامجها لمتابعة تطورات الحادث من خلال تقارير لمبعوثيها في مواقع الحدث، سواء بمطار القاهرة أو إدارة الطيران المدني لتقديم أخبار هذه الكارثة التي استأثرت باهتمام الشارع المصري كله. وبدورها، تابعت رئاسة الجمهورية عن كثب الحادث والإجراءات المتخذة، ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي ،الذي ترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي المصري، إلى مواصلة الإجراءات والجهود للبحث عن الطائرة ،وقيام جميع أجهزة الدولة المعنية بتكثيف عمليات البحث عن الطائرة واتخاذ جميع التدابير اللازمة للتوصل إلى حطام لطائرة وانتشالها بالتعاون والتنسيق مع «الدول الصديقة». وكان الرئيس السيسي قد تباحث هاتفيا، صباح الخميس، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول حادث الطائرة وملابساته.كما تلقى اتصالا مماثلا من رئيس الوزراء اليوناني إلكسيسي تسيبراس ومن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ويجري تنسيق وثيق بين مصر وفرنسا، وكذا مع اليونان، التي مرت الطائرة في أجوائها واختفت بعد دقيقتين من دخولها المجال الجوي المصري قرب إحدى الجزر اليونانية ، للوصول لأسباب فقدان الطائرة بمساعدة من عدة دول عرضت المساعدة كانجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وغيرهما. وقد دفعت القوات المسلحة المصرية بقطع بحرية وطائرات مخصصة لأعمال البحث والإنقاذ لتمشيط موقع اختفاء الطائرة ،وانضمت قطع وطائرات أخرى خاصة من فرنسا واليونان .كما أعلنت بريطانيا الجمعة انضمامها إلى جهود البحث عن الطائرة المفقودة، حيث قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع إن سفينة الإنزال المساعدة التابعة للبحرية الملكية «لايم باي»، وطائرة طراز «هيركوليز سي 130» انضمتا لجهود البحث. وكانت الطائرة المصرية ، وهي من طراز (إيرباص 320 أ) قد أقلعت من مطار شارل دوغول فجر الخميس، وفي حدود الساعة الثانية والنصف، فقد الاتصال بها بعد أن غادرت المياه الإقليمية اليونانية ودخلت المياه الإقليمية المصرية بعد دقيقتين فقط، وكان على متنها 66 راكبا منهم 10 من أفراد الطاقم .