أخلف لحسن الداودي عضو الامانة العامة للعدالة والتنمية ووزير التعليم العالي الموعد مع مشاهدي «ضيف الأولى» بقناة دار البريهي، الذي يعده ويقدمه الزميل محمد التيجيني. «اعتذار» القيادي في حزب رئيس الحكومة جاء في آخر لحظة. وعن أسباب عدم التزام قيادي العدالة والتنمية عن المشاركة في هذا البرنامج الحواري، كشف الزميل التيجني في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن السيد لحسن الداودي، أكد أنه لم يكن على علم بأن قيادة العدالة والتنمية تقاطع البرنامج، إذ اتصلوا به بمجرد أن اطلعوا على الوصلة علانية لهذا الحضور، وأمروه بعدم المشاركة. واعتبر محمد التيجيني أن هذا الحدث يشكل سابقة من نوعها في المغرب والعالم، إذ أن الحزب الحاكم الذي يسير الدولة يقاطع «تلفزة الدولة». وأوضح منشط برنامج «ضيف الأولى» في سؤال «للاتحاد الاشتراكي» عن تعامل البرنامج مع هذه السابقة، أنهم اضطروا إلى التواصل مع حزب الأصالة والمعاصرة على اعتبار أن الدور دورهم وأنقذنا الموقف. واعتبر أن هذا يشكل نوعا من الضغوطات السياسية على البرنامج، وهذا مرفوض في دولة الحق والقانون، وليعلموا أن لدينا مؤسسات. وإذا كان لدى الحزب الحاكم أي مؤخذات على البرنامج، فليلجأ إلى «الهاكا»، كما أن وزير الاتصال ينتمي إلى حزبهم.ما أقدم عليه حزب العدالة والتنمية، مؤشر حقيقي وبالملموس على التوجه التحكمي الذي ينهجه هذا الحزب، ويفضح كل الشعارات الزائفة، التي رفعها منذ أن كان في المعارضة. ودليل آخر على السعي أيضا إلى التحكم في المؤسسات، منها المؤسسة الاعلامية الرسمية. فمن خلال هذا الرفض، يريد الحزب الحاكم أن يغير الخط التحريري لهذا البرنامج الحواري، الذي تعامل منذ نشأته مع الفرقاء السياسيين بنفس المعاملة، وطرح عليهم الأسئلة المحرجة بعيدا عن لغة الخشب. و يدعي الحزب الأعلى أنه يدافع عن حرية التعبيروحرية الاعلام، لكن من خلال هذه السابقة، إنما يسعى إلى تكميم الأفواه، وجعل الجميع في خدمة أجندته السياسية، وهو ماقطع معه المغرب منذ مجيء حكومة التناوب. إذ لا يعقل لأي فاعل سياسي أن يرفض المشاركة في برنامج حواري، ويتواصل مع المغاربة لمدة ساعة ونصف على المباشر، اللهم إلا إن كانت من وراء ذلك غايات أخرى وخلفيات متعددة منها تخدير باقي البرامج والإعلاميين. خاصة ونحن في سنة انتخابية بامتياز من عدم تجاوز الخطوط الحمراء في المساءلة وتبييض وجه هذا الحزب الذي ضاق المواطن ذرعا من سياسته المنتهجة، بل حتى الاطارات النقابية وغيرها. وهو أيضا ابتزاز واضح لمنشط البرنامج، لكي يبرم صفقة ما، مع هذا الحزب في الحوارات المقبلة. ويطرح أسئلة على المقاس، ويهيء الكرة جيدا ليقذفها مسؤولو العدالة والتنمية في شباك خصومهم السياسيين.