تحت شعار «أغرس شجرتي للحفاظ على رئتي»، شارك تلميذات وتلاميذ مدرسة خالد بن الوليد بوجدة إلى جانب مهتمين وفاعلين في مجال البيئة، في ورش لغرس الأشجار بدوار السرارجة بجماعة بني وكيل التابعة للنفوذ الترابي لعمالة وجدة أنجاد، وذلك خلال لقاء تواصلي حول البيئة نظمته، مؤخرا، جمعية بني وكيل للبيئة والتنمية الفلاحية، وأبت خلاله إلا أن تنظم حملة للتشجير بأرض فلاحية في ملكية أحد سكان الدوار، رغم الأضرار المحدقة بها جراء تحويل الجبل المقابل إلى مقلع للحجارة. وافتتح اللقاء التواصلي بكلمة توجيهية وتربوية حول كيفية المحافظة على البيئة، قدمها في جو مرح الفاعل الجمعوي محمد العقاد، الذي لعب دور بهلوان، إلى جانب المهندس الزراعي الشديد الصالحي، الذي قدم مجموعة من النصائح للناشئة حول البيئة واختبر معلوماتهم من خلال طرح أسئلة مرتبطة بهذا المجال. وقد عبر الأطفال، في حضرة مدير المؤسسة التعليمية المذكورة وأطرها التربوية وعدد من الفعاليات الجمعوية وساكنة الدوار المذكور، عن وعي كبير بأهمية المحافظة على الرصيد الغابوي والعناية بالبيئة المحيطة. وفي كلمة بالمناسبة ذكرت رئيسة جمعية بني وكيل للبيئة والتنمية الفلاحية سناء النعيمي، بالدور الذي لعبه أبناء بني وكيل إبان فترة الاستعمار الفرنسي، حيث خلد شهداؤها أجمل البطولات والملاحم لدحر الاستعمار... وأبرزت المؤهلات الطبيعية، التاريخية، الثقافية والسياحية التي تزخر بها المنطقة، وخصوصا جبل «الدشيرة» الذي شكلت مغاراته ملجأ للمقاومين المغاربة والجزائريين ومنطلقا للعمليات التي كانت تنفذ ضد المستعمر، كما أشارت إلى الخطر المحدق بهذه المؤهلات بفعل ما وصفته ب»الزحف « الذي ينذر بتلوث البيئة النقية لبني وكيل واندثار مؤهلاتها المذكورة، مع حرمان الكسابة من المرعى وإتلاف محاصيل الفلاحين التي تعد مداخيلها مصدر رزقهم الوحيد. وفي هذا الصدد أوضحت بأنه تم الترخيص للمقالع الحجرية وسط القبيلة وتفويت جبل «الدشيرة» للخواص ليتحول إلى مقلع للحجارة «تدك فوق رؤوس الفلاحين، وتأتي على الأخضر واليابس بمباركة من السلطة التي أصبحت تسهل المساطر على حساب الفلاح، وعلى حساب البيئة أمام مرأى ومسمع من المهتمين والفاعلين في قضايا البيئة» تقول سناء النعيمي. وفي ختام اليوم التواصلي، قام المشاركون بجولة إلى جبل «الدشيرة» حيث تمت معاينة عملية تسييجه لتحويله إلى مقلع للحجارة، على الرغم من أنه لا تفصله عن أراضي الفلاحين وضيعاتهم سوى بضعة أمتار، كما تم تنظيم ورشة للرسم ومسابقة للتلاميذ في مجال البيئة توجت بحصول جميع الأطفال على جوائز تقديرا لمساهمتهم الفعالة في اليوم التواصلي وتشجيعا لهم على حماية البيئة والحفاظ عليها.