أكد مصدر مطلع لجريدة الاتحاد الاشتراكي ، استدعاء المغرب للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام والذي سترعاه باريس، في مبادرة غير مسبوقة من طرف فرنسا تجاه الشرق الأوسط. واعتبر نفس المصدر أن مساهمة المغرب ستكون إيجابية نظرا لعلاقته المتميزة بالسلطة الوطنية الفلسطينية،و كذا ترؤس الملك محمد السادس للجنة القدس ومعرفة المغرب الجيدة للملف وتعقيداته. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب اعريقات صرح لوسائل إعلام أن أربع دول عربية مدعوة لحضور المؤتمر وهي المغرب والأردن والسعودية ومصر. وتحضيرا للمؤتمر، الذي كشفت مصادر فلسطينية أنه قد يتأخر لأيام، تدارَس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ،الأحد، استعدادات باريس لعقد مؤتمر دولي للسلام بهدف إخراج العملية السلمية من الجمود. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات للصحفيين، بعد اللقاء بمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، إن «فرنسا تسير قدما في تحضيراتها لعقد اجتماع وزاري مقرر نهاية الشهر الحالي» مشيرا إلى أنه قد يكون هناك تأجيل لبضعة أيام «لأسباب فنية». وأوضح المالكي أن الجانب الفلسطيني أكد للوزير «ايرولت» جاهزيته للتعاون في كافة المجالات والقضايا لإنجاح المؤتمر والجهود الفرنسية المبذولة. وأشار في هذا الصدد إلى موقف إسرائيل الرافض للمبادرة الفرنسية منذ أن أعلن عنها وزير الخارجية السابق «لورانس فابيوس». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق يوم الأحد إنه «يصعب» على الجانب الإسرائيلي التعاطي مع مبادرة فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام بعد قرار اتخذته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بشأن تثبيت الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى. وكانت فرنسا طرحت مبادرة لاستضافة مؤتمر دولي في باريس بهدف تحريك جهود السلام واستئناف المفاوضات المتوقفة منذ عامين في الشرق الأوسط. وكانت (يونسكو) تبنت في 14 أبريل الماضي قرارا بدعم 33 دولة عضو ومعارضة ست دول وامتناع 17 دولة عن التصويت لتثبيت الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى ورفض الانتهاكات الإسرائيلية بحقه. وأوضح فابيوس «إن فرنسا ستقوم في الأسابيع القادمة بمساع بهدف التحضير لمؤتمر دولي يضم حول الطرفين أبرز شركائهما، الأمريكيين والأوروبيين والعرب خصوصا، بهدف حماية حل الدولتين وإنجاحه». وأضاف «لا يجب أن نترك حل الدولتين يتلاشى» مبديا أسفه لأن «الاستيطان (الإسرائيلي) مستمر». وقال فابيوس أنه إذا فشلت هذه المبادرة «علينا تحمل مسؤولياتنا من خلال الاعتراف بدولة فلسطين». وأشار إلى أنه كان تطرق في نونبر 2014 في الجمعية الوطنية إلى أفق حل الدولتين وأنه إذا لم يتحقق هذا الحل فإن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين. وأكد فابيوس أن أمن إسرائيل «شرط مطلق» لكن «لا يمكن أن يتحقق السلام بدون عدل». وأعرب الوزير الفرنسي عن أسفه لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «ذهب إلى حد الأخذ على الأمين العام للأمم المتحدة تشجيع الإرهاب لأنه ذكر بعدم شرعية الاستيطان وطلب وقفه». وترى فرنسا أن غياب حل للقضية الفلسطينية سيترك المجال لسيطرة داعش على كل منطقة الشرق الأوسط.