طفت قضية رضيع وُلد مشوها بخنيفرة إلى الواجهة من جديد، إذ عادت والدته بمراسلة قدمتها ل»الاتحاد الاشتراكي» تستفسر فيها الجهات المسؤولة حول مصير شكايتها المقدمة للقضاء ضد طاقم طبي بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي على خلفية تصوير عملية توليد هذا الرضيع بكاميرا فيديو، وبطن أمه كان مكشوفا وقت إخضاعها للعملية القيصرية، ولم يكن منتظرا أن ينتقل الشريط إلى الشارع العام ، وتتناقله الهواتف النقالة ومواقع الكترونية على شبكة الإنترنيت، وكان طبيعيا أن تتم مناقشة أسرة الرضيع من طرف المتتبعين في إمكانية مقاضاة الوزارة الوصية نفسها، وتكون الشرطة القضائية قد انتهت من مسطرة التحقيق المفصل في القضية بناء على الشكاية العائلية، ووفق مصادر متطابقة فإن والدي الرضيع عانيا كثيرا من حالة نفسية مزرية نتيجة «جريمة الشريط الذي لم تحترم فيه قواعد الإنسانية». وبخصوص تسريب الشريط كان الطبيب المعني بالأمر قد خرج عن صمته لينفي، في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي»، أية مسؤولية له في الموضوع، وقال إنه «يجهل ظروف تسرب هذا الشريط إلى الشارع»، فقط «يحتفظ بأشرطة الحالات المستعصية والنادرة والفريدة من نوعها، لعرضها أمام الأساتذة والباحثين في الميدان الطبي، وفي الندوات والمؤتمرات الدولية، بغاية توسيع النقاش وتبادل المعلومات والخبرات»، معتبرا الفضيحة «ليس مسا فقط بأخلاقيات المهنة، بل مسا مباشرا بسمعتي كطبيب وأستاذ باحث وعضو بمنظمة أطباء بلا حدود، وكذلك مسا باسمي الذي حرصت دوما على وضعه فوق كل اعتبار من باب احترام مبدأ النزاهة والقَسَم الطبي»، أما الممرض المتهم فلم ينكر عملية تصوير الشريط، إلا أنه نفى أية علاقة له بتسريبه إلى العموم، وبينما أكد الطبيب أن الشريط صور بهاتف الممرض، قال هذا الأخير إن الشريط تم تصويره بهاتف الطبيب، ليبقى الأمر عرضة لتضارب في الآراء والحقائق. وقداتسع الاهتمام بهذا الطفل الغريب فور انتشار صوره بين الهواتف النقالة التي تناقلته بسرعة غير مسبوقة، بدءا من العملية القيصرية التي أجريت لوالدته، إلى حين فصله عن الحبل السري وخروجه بشكله المختلف عن جسم الإنسان الطبيعي، ولحظة استنشاق أنفاسه الأولى لم يتوقف عن الصراخ بصوت رهيب، وقيل إن العاملين بقسم التوليد أصيبوا حينها بالذهول والارتباك، ولم يكن متوقعا أن يتم تصويره وتعميمه في سلوك غير إنساني على حساب سر المهنة والاحترام الواجب لآدمية الإنسان، ومن خلال هذا الشريط وما تضمنه أيضا من صور لأم الطفل، وهي تخضع لعملية قيصرية لحظة الوضع، فتلك واقعة مهينة لكرامة هذه المرأة، ومن هذا المنطلق لاتزال والدة الطفل تنتظر جوابا عن مآل قضيتها.