يبدو مصير رئيس وزراء تركيا احمد داود اوغلو معلقا على المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية الذي اعلن مساء اول امس الاربعاء عن عقده خلال اسابيع، في حين تدور خلافات بين داود اوغلو والرئيس رجب طيب اردوغان. وقد نقلت نبأ انعقاد المؤتمر الطارىء قناتا «سي أن أن تورك» و»أن تي في». وينص النظام الداخلي للحزب على ان يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة وبالتالي فإنه يفقد منصبه هذا في حال عدم تجديد رئاسته للحزب. وسيكون لعدم الاستقرار على رأس الدولة نتائج جسيمة لا سيما وان تركيا الشريكة الرئيسية لاوروبا في مواجهة ازمة الهجرة، تواجه كذلك التهديد الارهابي والنزاع مع الاكراد والحرب في سوريا. وامام القلق الذي يثيره الوضع السياسي فقدت الليرة التركية مساء أول أمس الاربعاء 3.7 بالمائة من قيمتها امام الدولار الذي ارتفع الى 2.95 ليرة. اجتمع اردوغان مساء الاربعاء مع داود اوغلو لمدة تسعين دقيقة في لقاء اعتبر حاسما نظرا للخلافات التي برزت خلال الاسابيع الاخيرة بينهما. ولم يصدر اي تصريح رسمي او بيان اثر اللقاء الذي جرى في القصر الرئاسي في انقرة. وقال المعلق التركي البارز عبد القادر سيلفي، الذي يكتب في صحيفة «حرييت»، في حديث لقناة «سي أن أن تورك» إن داود أوغلو لن يترشح لقيادة الحزب في المؤتمر. عندما انتخب اردوغان رئيسا في صيف 2014 بعد ثلاث ولايات على راس الحكومة قام بتعيين احمد داود اوغلو رئيسا للحكومة بعد ان كان وزيرا للخارجية. وسرعان ما تمكن داود اوغلو، الاستاذ الجامعي، من ترسيخ مكانته على الساحة السياسية التركية وبرهن عن بلاغته الخطابية وقام خلال الاسابيع الماضية بالتفاوض مع بروكسل على الاتفاق المتعلق بالمهاجرين والذي جعل المفوضية الاوروبية الاربعاء تعلن عن تاييدها اعفاء الاتراك من التاشيرات، في تطور تاريخي. وعبر الرجلان علنا عن وجهات نظر مختلفة ولا سيما بشأن اعتقال الصحافيين خلال محاكمتهم الذي لا يؤيده داود اوغلو. ورأى معلقون في قرار اللجنة التنفيذية لدى حزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي إلغاء صلاحية داود أوغلو في تعيين مسؤولي الحزب في الأقاليم، انتقاصا من سلطاته. منذ انتخابه رئيسا لم يخف اردوغان سعيه لتعديل الدستور لاقامة نظام رئاسي وهو مشروع يؤيده داود اوغلو في العلن لكنه لا يبدو متعجلا لوضعه موضع التطبيق. ولخلافة داود أوغلو يتم تداول اسمي وزير النقل بينالي يلديريم، ووزير الطاقة الشاب بيرات البيرق (38 عاما) المتزوج من إسراء الابنة الكبرى للرئيس. ورغم رئاسة داود اوغلو للحزب فإن اردوغان الذي يفترض فيه ان يكون فوق الاحزاب بوصفه رئيسا، لديه الكثير من الموالين داخل الحزب الذي أسسه في 2001.