«المياه الصالحة للشرب بمدينة تطوان لا تستوفي معايير الماء الصالح للشرب والاستهلاك ، و تحتوي على نسبة عالية من البكتيريا « ،هذا ما أكدته الخبرة الدولية التي أجراها المختبر الدولي «ألكمي» بإسبانيا ، على عينة من المياه الصالحة للشرب توصل بها من طرف جمعية المحامين الشباب بتطوان،هذه الأخيرة التي عقدت ندوة صحفية، مساء أول أمس الأربعاء 4 ماي الجاري، خصصت لتقديم نتائج هذا التحليل إلى وسائل الإعلام واستعراض أهم المراحل التي قطعتها الجمعية من أجل إجراء الخبرة على مياه الشرب وإرسالها إلى المختبر المذكور للقيام بتحليلها و معاينتها ،هذه الندوة التي دارت أطوارها بمقر الجمعية بعد أن منعت السلطة المحلية عقدها بأحد فنادق تطوان ،بدعوى عدم وضع الإشعار بذلك في وقته المحدد قانونيا . مسؤولو الجمعية أكدوا أنهم انخرطوا في هاته المبادرة بعد أن أثار التغيير الذي طرأ على مياه الشرب في اللون و الرائحة ،سجالا كبيرا و تخوفا من طرف المواطنين الذين سارعوا إلى اقتناء قنينات المياه المعدنية ،تخوفا من أي مضاعفات صحية قد يحدثها هذا التغيير،كما أن تقاعس الجهات المعنية في إعطاء توضيحات شافية حول الموضوع، زاد من تساؤلاتهم و تخوفهم. مسؤولو الجمعية استعرضوا في هاته الندوة أيضا ، الصعوبات التي واجهتهم أثناء طلب إجراء الخبرة، خصوصا في ما يخص انتداب مفوضين قضائيين للقيام بهاته المهمة ، مؤكدين أنهم لم يكتفوا بإرسال عينة إلى مختبر متخصص في إسبانيا ، بل بعثوا بعينة أخرى إلى المركز الوطني للدرك الملكي قصد تحليلها ، وهم في انتظار توصلهم بنتائج هذا التحليل . و بالرجوع إلى التقرير المنجز من طرف المختبر الإسباني «ألكمي « فقد تم خضوع العينة المتوصل بها للتحليل في قسم الاختبارات الكيميائية و قسم اختبارات علم الأحياء المجهرية، وأثبتت النتائج المحصل عليها أن هاته العينة لا تستوفي القيم المنصوص عليها في ما يخص تحويل قوة الماء و الحديد ، و بالتالي فإنها لا تستوفي معايير الماء الصالح للشرب و الاستهلاك .كما أن التحليل أجري كذلك على عينة أخرى من الماء الصالح للشرب بعد رجوعه إلى حالته الطبيعية ثبت أنه يفتقد كذلك لمعايير الجودة المطلوبة . هذا، ومن المنتظر أن يثير هذا التقرير الذي خلص إليه المعهد الدولي "ألكمي " بإسبانيا، نقاشا واسعا واهتماما كبيرا لدى المواطنين و جمعيات المجتمع المدني، خصوصا بعد عدم تحمل الجهات المعنية مسؤوليتها في هذا الموضوع ، و اكتفائها بإصدار بلاغات تؤكد من خلالها أن جودة المياه الصالحة للشرب بتطوان، مطابقة للمعايير المتعارف عليها ، وهو ما فنده المختبر المذكور كون الماء الشروب بتطوان لا يستوفي المعايير المتعلقة بالجودة.