تواصلت أول أمس الثلاثاء عروض الأفلام السينمائية المتنافسة على جوائز الدور الخامسة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، ويتعلق الامر بالافلام الروائية الطويلة التي يرأس لجنة تحكيمها الفنان السوري جمال سليمان، الذي تعذر عليه الحضور للمهرجان لأسباب أسرية وإنسانية قاهرة، بعضوية كل من المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي والمخرجة المغربية ليلى التريكي ورام كيشور بارشا وسيلفيا بريل ورافيا اورايدي وبياتريز رودريغيز ومنال محمد بركات، وكذا الأفلام الوثائقية المحكمة من طرف لجنة تتشكل من الفنان اللبناني مارسيل خليفة رئيسا وبعضوية كل من صلاح كيمريش والإعلامية فاطمة الوكيلي وسيمون بيتون وفيرجينيا صولا وصولا والشاعر والمناضل الحقوقي صلاح الوديع وألكسندر انجري ماهر ونديرة عمران.. في هذا السياق، وبعد عرض الفيلم الوثائقي الإيطالي المغربي»المغرب» للمخرجة الإيطالية في حفل افتتاح المهرجان، والذي استعرض محتواه على خمسين دقيقة، مسألة التعايش الديني بين الديانات السماوية الثلاث الإسلام واليهودية والمسحية في المغرب من خلال ممارسة العبادات والطقوس الدينية بكل حرية واطمئنان في مختلف مناطق المغرب، بعد هذا استؤنفت العروض الثلاثاء أمام الجمهور الناظوري وأعضاء لجن التحكيم، بمن فيهم أعضاء لجنة التحكيم العلمية التي يرأسها محمد الخطابي وعضوية كل من ليلى حداد ودانيال ماتياس ومانويل بيليدو مورا وجوزي رامون دا كروز وعياد البرغوتي وجاكوب بروس كاميليا باستور دي ماريا إيكامبوس، الذين سيمنحون جائزتهم الخاصة والوحيدة لفيلم واحد في المنافستين معا الروائية والوثائقية حيث عرض بعد الزوال الفيلم الوثائقي اللبناني «عجلات الحرب» للمخرج رامي كوديه، الذي بسط عبر 57 دقيقة شغف مجموعة من الشباب اللبنانيين المنتمين لطوائف مختلفة، والمعاصرين للحرب الأهلية التي عرفتها بلاد الأرز، بركوب الدراجة النارية، الذي كان أقوى من الانتماء للعقيدة والطائفة ولكنه أقل من الانتماء للوطن لبنانم. كما عرض الفيلم الروائي الإيراني الطويل «براديز» للمخرج سينا عطيان دنا، الذي كشف عبر ساعة و 38 دقيقة عن بعض من الوجه الاجتماعي المجتمعي الآخر من إيران الحديثة الذي في ما يبدو يستهدف منه مخرجه الإصلاح وتغيير المناهج التربوية العقيمة.. من خلال معاناة مدرسة شابة تنتمي إلى وسط اجتماعي ميسور محكومة كغيرها من بنات إيران بارتداء الحجاب والانضباط لتعاليم وطقوس ذات مرجعية دينية. بعد هذا الفيلم الإيراني الجميل، الذي عرض باللغة الفارسية مع ترجمة بالانجليزية، كان للجمهور لقاء ثالث مع فيلم وثائقي ذي بصمة فرنسية من توقيع المخرج أكسيل سلفتوري سينز يحمل عنوان «شباب اليرموك» يرصد من خلاله في ساعة و17 دقيقة، بعضا من تداعيات ومخلفات اندلاع الثورة في سوريا عبر ما لحق أكبر ملجا للفلسطنيين في الشرق الاوسط من دمار وتخريب كارثي.. فكان لذلك انعكاس اجتماعي ونفسي وعاطفي ايضا على مجموعة من الشباب الذين كانت تربطهم علاقات قوية. مباشرة بعده كان للمهرجانيين في اليوم نفسه موعد مع فيلم روائي طويل ثاني بختم ألماني بلغاري من إخراج جورجي بلابانوف، وفيلم كغيره من أفلام المهرجان بصنفيها يحمل طابع الجدية والرسالة الهادفة لخدمة القضايا الإنسانية والعدالة الاجتماعية..، إذ استعرض فيه المخرج في حوالي ساعة و33 دقيقة مرحلة ما بعد الشيوعية وانظمتها من خلال حكاية رجل « لم يكن يعرف بان خلف الأقنعة تظل الوجوه كما هي»حتو ولو طليت بالمساحيق» فالسلطة سر لا ينتقل من يد إلى يد اخرى حتى وإن تغيرت الوجوه..» وعلى مستوى أفلام خارج المنافسة الرسمية وذات الاتجاه التعبير الجاد تم عرض الفيلم السينمائي الوثائقي الطويل «ثقل الظل» للمخرج حكيم بلعباس، وهو بالمناسبة فيلم كان قد شارك في المسابقة الرسمية بالمهرجان الوطني للفيلم الطويل بطنجة الأخير، الذي استعرض فيه بلعباس على مدى ساعة و22 دقيقة معاناة، والدين اخذ منهما العمر عتيا، في البحث عن فلذة كبدهما الذي تم اختطافه لأزيد من ثلاثة عقود دون ان يظهر له اثر في ما يعرف بسنوات الرصاص بالمغرب...