كثيرون ظلموا رئيس حكومتنا الرشيدة حين انفجرت عيناه بالدموع يوم فاتح ماي، وفسروا ذلك بأنها مجرد دموع تماسيح اختزنتها عنده لكثرة ما تأتيه في الأحلام، لكن الحقيقة أن الرجل اكتشف أن "مناضلي" حزبه بمراكش تحولوا بالفعل إلى تماسيح وعفاريت مفترسة، لكن الاشكالية ليست في أن يتحولوا الى تماسيح، بل أن يفترس بعضهم البعض، فكان لابد أن يبكي بن كيران، لأنه يدرك أن العدوى ستنتقل إلى كل المدن.. في مراكش تحول المشهد السياسي إلى مسرحية، أو بعبارة أكثر دقة إلى "براري" للافتراس بين مستشاري العدالة والتنمية، فقد بدأ المشهد ببيان لمجموعة سمت نفسها "التنسيقية المحلية للمعارضة بمقاطعة جليز" ، حيث انخرط فيها مستشارون جماعيون من حزب رئيس الحكومة، ما يؤكد على تصدع داخلي و احتقان كبير تفجرا بوضوح داخل التسيير الجماعي سواء على مستوى المجلس الجماعي او في مجالس المقاطعات. وهكذا اتهم المعارضون العمدة و نوابه بالاستفراد بالقرار و عدم إيلاء الأصوات الأخرى أية أهمية ضاربا مصلحة المدينة بعرض الحائط .. وأنه يتخبط في الكثير من الارتباك .. التنسيقية واصلت اتهاماتها بإصدار بيان آخر تتهم فيه الرئيس بإهدار المال العام عبر برنامج بالملحقات الإدارية يشمل الهدايا و العطايا ، بمنطق الزبونية و المحسوبية . و كذا إشراف الرئيس و نوابه على توزيع مواد الصباغة و الألبسة الرياضية خارج أي برنامج ، و تعنت الرئيس في فرض آرائه و نهجه سياسة تكميم أفواه المستشارين . واتهمت الرئيس و نائبه بنهج سياسة الولائم و الاستعطاف لممثلي الساكنة التي نهجها الرئيس ، و كذا معارضتها سياسة الترقيع المنتهجة في أشغال المقاطعة و التي تشمل بعض الأحياء مقابل إقصاء الأحياء المهمشة، إضافة إلى تغييب الدواوير من كل برنامج . و أشارت التنسيقية إلى رفضها تسخير وسائل و إمكانيات الجماعة لأهداف انتخابية ، و خاصة في ما يتعلق بما سمي بالبرنامج المندمج الثقافي ، الذي اختزل في سويعات قليلة 90 بالمائة منها إطعام وولائم حيث تحول إلى موضوع سخرية من قبل المواطنين الذين أطلقوا عليه لقب " برنامج ماسترشاف الثقافي " . إذن أعضاء من حزب المصباح ومعهم اربعة احزاب يفضحون البيجيدي بمراكش، بل هناك اتهامات بالرشاوي والقدف والسب وسيصل المرء الى القضاء انظر "الاتحاد الاشتراكي" لعدد يوم الثلاثاء الماضي أمام هذا الوضع الذي فضح حزب العدالة والتنمية بالملموس، وأكد على تصدعه داخليا، وكشف عن كذب هذا الحزب الذي يختفي وراء" الاخلاق والكذب والمتاجرة في احلام من صدقوا ادعاءاته"، ها هي حقيقته تنكشف من مراكش والبقية تأتي.. إذن، ألا يحق لابن كيران أن يبكي ولو بدموع التماسيح؟ فقط كان عليه لو كان بالفعل يملك الشجاعة أن يعترف أن العناصر التي سخرها أو سُخرت له في الانتخابات الجماعية هي التي اليوم تفضح حقيقة حزبه، لذلك فدموعه لن ينال بها عطف الجماهير بعدما انكشفت حقيقة حزبه.