دعا المشاركون في ندوة مغاربية نظمت يوم الأربعاء بالعاصمة التونسية بمناسبة مرور 22 سنة على معاهدة مراكش المؤسسة لاتحاد المغرب العربي ، إلى فتح الحدود بين البلدان المغاربية وتجاوز المعوقات المصطنعة التي تحول دون تحقيق البناء المغاربي. وشدد المتدخلون في الندوة ، التي نظمها الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي، تحت عنوان (المغرب العربي وحتمية الاندماج) على ضرورة تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين بلدانه الخمس، وتسهيل التواصل الاجتماعي بين الشعوب المغاربية التي تتطلع إلى الحرية والديمقراطية، داعين إلى تجاوز رواسب الماضي وإخفاقاته والتحرر من «النظرة الضيقة والمصالح القطرية». وسلط المشاركون، وأغلبهم من الشخصيات النقابية التي عايشت المسيرة المغاربية قبل وبعد تأسيس الاتحاد المغاربي، الضوء على أوضاع المغرب العربي وأهم المعوقات التي تحول دون تحقيق البناء المغاربي، مع تقديم قراءة في التحولات الاجتماعية الراهنة بالمنطقة المغاربية. وأكدوا في هذا السياق على أهمية إشراك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في بلورة طموح شعوب المنطقة في تحقيق الاندماج المغاربي من أجل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. وفي افتتاحه لهذا اللقاء، أبرز عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي أن التحديات التي تواجهها المنطقة المغاربية على مختلف الأصعدة تفرض على البلدان المغاربية تجاوز إخفاقات الماضي والتوجه نحو بناء مستقبل مشترك يقوم على التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، تتضافر فيه جهود جميع مكونات المجتمع في جو تسوده الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. وأضاف أن تحقيق تطلعات الشعوب المغاربية في بناء الصرح المغاربي يستوجب فتح الحدود بين البلدان المغاربية وتجاوز النظرة السياسية الضيقة، معتبرا أن التحول الذي شهدته تونس في الفترة الأخيرة من شأنه أن يكون له تأثير إيجابي على باقي المنطقة المغاربية من أجل «تكسير القيود وإعطاء إشارة قوية في اتجاه تحقيق ما تصبو إليه شعوبها من تكامل وإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية». وقد تناول المشاركون في الندوة عدة محاور من بينها (اتحاد المغرب العربي في ظل التحولات الراهنة) و (التحولات الديمقراطية وبناء المغرب العربي) و ( من أجل أرضية عمل مغاربية للاندماج الاقتصادي والاجتماعي) و (المغرب العربي والتحديات والرهانات) . تونس تؤكد تمسكها بالاتحاد المغاربي باعتباره مكسبا تاريخيا لكافة الشعوب المغاربية أكدت الحكومة الانتقالية في تونس، يوم الأربعاء، «تمسكها بالاتحاد المغاربي وتعلقها بأهدافه النبيلة، باعتباره مكسبا تاريخيا لكافة الشعوب المغاربية». وسجل بيان صادر عن وزارة الخارجية التونسية، بمناسبة حلول الذكرى 22 لقيام اتحاد المغرب العربي (17 فبراير)، التزام تونس بالعمل على «إزالة الصعوبات والعراقيل التي تحول دون قيام الاتحاد المغاربي بدوره». كما جددت الحكومة التونسية «عزمها على العمل بإخلاص ومثابرة مع سائر دول المنطقة من أجل تجسيد الأهداف الاستراتيجية في الاندماج والتكامل، وإزالة الصعوبات والعراقيل التي تحول دون قيام الاتحاد المغاربي بدوره في خدمة المصالح العليا لشعوب المغرب العربي». وأضاف البيان أن تونس «التي تعيش ثورة الحرية والكرامة (..) ستظل دوما متعلقة بروابطها الأخوية الممتازة والعريقة مع كافة الدول المغاربية، وستضاعف جهودها من أجل الارتقاء بهذه العلاقات في شتى المجالات لما فيه مصلحة الشعوب المغاربية كافة».