اتصل بِنَا السيد البحري محمد، في حالة نفسية منهارة بالمطلق ، يخبر باختفاء ابنه المهدي منذ حوالي شهر ونصف، دون أن يعلم له أثر، «.. ما كان ابني ليغادر بيت العائلة، لولا الشعور بالظلم والمهانة ، بسبب ماتعرض له من اعتداء متكرر على يد ثلاثة إخوة .. دون أن يجد الآذان الصاغية للشكايات المعززة بالصور والشواهد الطبية، من طرف أمن اسباتا، ولا من طرف النيابة العامة! «يقول السيد البحري الأب، الذي أراد ان تكون صرخته هاته صرخة استنكار لا لما تعرض له ابنه من اعتداء، ولكن أن تكون صرخة استنكار للانحياز الذي أبداه رجال الامن، والنيابة العامة لصالح المعتدين .. ولم يكونوا موضوعيين في تعاملهم مع ملف ابنه وزوجته، ما جعل الابن يحس بالحكرة ، فيغادر تاركا أمه وأباه في حرقة وحكرة فوق ما يمكن التحمل !! .. «في رمضان الفارط وقع تبادل للعنف بين ابني وأحد أفراد هذه العائلة .. وذلك بحي السلام ، حيث ضرب ابني بقطعة من حجر الرخام في عينه ، حاز على إثرها شهادة طبية تثبت العجز في 28 يوما ، ولم يكفه ذلك ، بل حشد أمه وأخاه وزوجة أخيه ، فهجموا على البيت، ما عرض زوجتي لكسر أصبعها ، مع تعريض ابني للتنكيل مرة ثانية .. و بمجرد علمي بالأمر نقلت زوجتي وابني الى مستشفى محمد الخامس لتتسلم هي الأخرى شهادة طبية تثبت العجز في 21 يوما .. بعدها وضع ابني وزوجتي لدى مصلحة الديمومة بالهديم ، شكاية بهذا الاعتداء معززة بالشهادتين الطبيتين ، فطلب منا رجال الأمن الحضور في يوم الغد إلى الدائرة الأمنية بسباتا ..لكن المفاجأة انه في يوم الغد ، وفور وصول ابني ، تم اعتقاله ! بمبرر أن غريمه يرقد بمصحة خاصة متأثرا بجروح ؟ وظل رهن الحراسة النظرية 48 ساعة بعدما مددت النيابة العامة هذا التدبير !! والمفاجأة الأكثر إثارة أن غريم ابني لم يكن لا في المصحة ولا في غيرها ! إذ ضبطته يرشف السجائر بإحدى مقاهي المنطقة! وفي الغد ، لما استفسرنا رجال أمن الدائرة ، عن سبب هذا الزعم غير الصادق بتواجد المعتدي على ابني بالمصحة ؟ كان جوابهم: أسيدي هذاك شغل النيابة العامة !! فتقدمنا بشكاية لدى النيابة العامة .. حيث كان جوابها : سيرو رَآه البوليس كيعرف يدير شغلو ؟ ظللنا ننتظر.. وننتظر وبعد حوالي أربعة أشهر، اعترض طريق ابني الأخ الثالث للمعتدي واعتدى عليه جسديا أمام أعين أعوان السلطة وقائد المنطقة .. ونقل الى مستشفى محمد الخامس مضرجا في دمائه !! وظل هناك مدة يومين، وسلمت له شهادة طبية بسبعين يوما للعجز !! والى يومنا هذا لم تتحرك أي من الشكايات التي تقدمت بها .. ما أشعر ابني بالحكرة ؟؟ فخرج ولم يعد! إنني أطالب بفتح تحقيق نزيه يحس ابني معه بأنه مواطن ، ويرجع إلى بيت العائلة .. وإلا ضاع مني ابني الوحيد».