في أكبر فضيحة هزت الرأي العام بميدلت، تم إحباط محاولة تهريب أزيد من 800 كيس من نبتة إكليل الجبل (آزير)، و ذلك بعد قيام أفراد من المكتب الإقليمي ل «جمعية التضامن الغابوي» بإشعار المدير الإقليمي بالنيابة للمياه والغابات ومحاربة التصحر بهذا الإقليم قبل منتصف الليل بدقائق معدودة، من يوم الخميس 14 أبريل 2016، ليقع التحرك باتجاه عين المكان حيث تم ضبط العملية من خلال وقوف الجميع على مستودع غير قانوني، في ملكية شخص معروف (م)، ليتم حجز الكمية الهائلة من النبتة المهربة، وشحنها على متن أربع شاحنات ونقلها صوب المستودع الغابوي بمشتل المياه والغابات بميدلت، ولا تزال الأوساط المتتبعة تتطلع إلى ما يمكن اتخاذه من إجراءات في موضوع هذه الفضيحة المدوية. وصلة بالموضوع، تساءلت مصادر من «جمعية التضامن الغابوي» حول الجهات المتورطة في هذا التخريب البيئي الممنهج، و غض الطرف عن مراحل جمع كل تلك الكمية الهائلة من النبتة الطبية المذكورة، علما أن عملية اجتثاثها وتجفيفها ووضعها في الأكياس تستغرق الكثير من الوقت؟ باستثناء التساؤل حول ما تطلبته هذه العملية من أياد عاملة ليست بالقليلة؟، الأمر الذي لن يدل إلا على وجود تواطؤ مؤكد يستدعي من مختلف السلطات المعنية القيام بدورها للكشف عن التفاصيل وتحديد المسؤوليات، دون أن يفوت الجمعية دعوة كافة الهيئات ومكونات المجتمع المدني للعمل التنسيقي من أجل تتبع مجريات هذا الملف دفاعا عن الثروة الغابوية التي ما فتئت تعاني من معاول التخريب والاندثار جراء تقصير الجهات المسؤولة عن القطاع في القيام بدورها بالشكل المطلوب. وارتباطا بالسياق ذاته، أعربت مختلف مصادر «الاتحاد الاشتراكي» عن انشغالها بخلفيات الفضيحة، وعدم استبعادها لوجود رؤوس مشبوهة كانت تتحين موعد بيع القطع الغابوية التي تحتوي على نبتة ال «آزير»، حتى يتسنى لها تهريب الكمية المذكورة بطريقة ذكية ملثمة بالقانون، دون أن تفوت مصادرنا الإشارة لما يطبع بعض الصفقات العمومية من شبهات واختلالات تقنية في تطبيقها ميدانيا. وفي لقاء ل «الاتحاد الاشتراكي» به، أكد الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين بجهة درعة تافيلالت، المصطفى اولاد الشريف، أنه «بعد الإجهاز، شبه التام، على شجر الأرز بإقليم ميدلت، تتجه مافيا الغابات إلى إحدى الثروات الطبيعية الهامة بالمنطقة، ويتعلق الأمر بإكليل الجبل (آزير)، وهو من الأعشاب الطبية والعطرية الثمينة والمعمرة بالمنطقة»، والغريب، يضيف المتحدث، «أنه رغم مظاهر نهب هذه الثروة المحلية لم يعثر الملاحظون على أدنى تفسير لسبب رفض مديرية المياه والغابات التوقيع على اتفاقية شراكة مع تعاونية غابوية معينة سهر فقراء المنطقة على تأسيسها»، دون استبعاد ذات المتحدث وقوف بعض لوبيات الفساد، المحمية بمظلة جهات مسؤولة، خلف الأمر، من حيث لا يمكنها الاستفادة من إيرادات المنتوج المذكور، إلا عن طريق التهريب والسرقة. ولم تمر «فضيحة نبتة الآزير» مرور العاصفة دون تفجر فضائح أخرى، ومنها ملف مقلع لاستخراج المعادن بسيدي عياد، يستغله نجل شخصية سياسية معروفة، داخل الملك الغابوي للدولة، بصورة فوضوية، هذا الذي سبق للجنة إقليمية من المياه والغابات أن حلت بعين مكانه، وعاينت حجم الدمار الشامل ووجود الآليات الضخمة، واكتفت بتحرير محضر يتيم دون القيام بما يتطلبه الوضع من إجراءات ومساطر، مثل حجز الآليات المستعملة والمواد المستخرجة على الأقل، حيث سجل المتتبعون مدى تقزم القانون أمام استغلال النفوذ. ومن جهة أخرى، تطرقت مصادر مطلعة أخرى إلى أجواء احتقان تسود أوساط بعض الشركاء، العاملين بالقطاع الغابوي، جراء تصرفات مسؤول بمركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية بميدلت، ومنها أساسا ابتزازاته المالية لأرباب الشاحنات الناقلة للرمال من وديان وشعاب الإقليم، والتي قام أصحابها بمراسلة الجهات المسؤولة لأجل التدخل ورفع الحيف الذي يعانونه من طرف المعني بالأمر، دون نتائج معلنة، على حد مصادرنا. وعلاقة بالمجال الغابوي، حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على عدة معطيات تنذر كلها بما يجري من دمار كارثي واستنزاف فظيع، وقطع عشوائي، بقلب المجالات الغابوية، سيما بمواقع مثل إيكيس، تيزي تزكزاو، بوموزون، بولمحاضرت، جعفر عبدليسر، بولعلو، بوامام، إيدكل، وقد سبق لجريدتنا معاينة العشرات من البغال والحمير وهي محملة بحطب التدفئة المقطوعة بشكل غير قانوني، إضافة إلى مظاهر الرعي الجائر الجارية داخل محيطات التشجير التي استنزفت ميزانيات ثقيلة في إطار التخليف الغابوي بميدلت، وبسود ذلك في ظروف غير مسبوقة بعد أن كانت الأوضاع مستقرة خلال السنوات الفارطة عندما كان المسؤولون الغابويون في تواصل مع المجتمع المدني. وبينما يحلو لإدارة المياه والغابات اتهام الفاعلين الجمعويين بعدم الانخراط في حماية الثروة الغابوية، قام أفراد من المياه والغابات، على ضوء إشعار جمعوي، بمركز ايدكل، خلال الأيام الأخيرة، من احتجاز 6 دواب محملة بمواد غابوية مهربة، بعد إقدام أصحابها على إسقاط شجرتي أرز بمنطقة «متيزميت» بتيقاجوين، ولاذوا بالفرار دون تمكن عناصر المياه والغابات من اللحاق بهم، وبعدها عثر أحد الجمعويين المحليين على مجموعة كبيرة من المواد الغابوية بمنطقة «عبد الكيسر» بمنطقة أومزا، فأسرع بإخبار إدارة المياه والغابات دون أي تحرك حقيقي، من خلال التماطل المكشوف في الانتقال للموقع، قبل عودة المخربين لنقل موادهم ببرودة دم وأمن وأمان.