أمين الناجي واحد من الوجوه الفنية التي أنجبتهم أحياء مدينة الدارالبيضاء في مجال الدراما المغربية.. بعد حصوله على دبلوم عالي في المحاسبة و تدبير المقاولات، التحق بمعهد سيدي بليوط لدراسة فن التشخيص، و من ثمة انطلق ليشارك في مجموعة من الأعمال المسرحية و التلفزيونية لقيت استحسانا لدى الجمهور، و لعل دور «مهيدو» الذي لعبه في مسلسل «وجع التراب» للمخرج شفيق السحيمي، كانت النقطة التي شكلت تحولا في الحياة الفنية لأمين الناجي حسب المتتبعين، حيث استطاع من خلاله لفت انتباه العديد من المخرجين و النقاد و كذلك عشاق الفن السابع بالمغرب. أمين الناجي شخصية متمردة، لا تحب الابتذال و العمل النمطي، مما جعله ممثلا متميزا في عطائه سواء فوق خشبة المسرح أو في التلفزيون أو في السينما أيضا. عشق فن التمثيل مبكرا و هذا ليس بالأمر الغريب مادام أمين أنه ينتمي إلى وسط فني يتألف من أربعة أخوال: عبد الرحمان (كاسكادور)، مصطفى (مسرحي في بلجيكا)، فتاح (فنان تشكيلي)، شفيق السحيمي (مخرج). التقاه ملحق «إعلام وتواصل»، و أجرى معه دردشة مطولة تحدث فيها عن آخر فيلم سينمائي شارك فيه بعنوان «مسافة ميل بحذائي» للمخرج سعيد خلاف، حيث اعتبره تجربة شخصية مهمة، مشيدا بمهنية مخرجه المقيم بكندا الذي تربطه به علاقة عمل و صداقة، معتبرا أن نجاح أي فيلم رهين بعدة عوامل أساسية، فبالإضافة إلى الدعم المادي، هناك عوامل أخرى أدبية و تقنية و نفسية.. ككتابة السيناريو و فن الإخراج و توفير الأجواء المناسبة للممثل تمكنه من إعطاء أفضل ما لديه باعتباره العنصر الأساسي في التشكيلة المشاركة في المشروع الفني، و كذلك المسؤول الأول و الأخير عن نجاح أو فشل الفيلم في نظر الجمهور. «أظن أن كل هذه التوابل كانت متوفرة في فيلم سعيد خلاف» يضيف أمين الناجي. و بخصوص مشاركته في فيلم «الزين اللي فيك»، نفى أمين الناجي نفيا قاطعا إن كانت له فكرة واضحة المعالم عن السيناريو، و أنه كان يركز اهتمامه فقط على شخصية رجل الأمن المعقدة و المركبة التي لعب دورها في هذا الفيلم المثير للجدل، لكن رغم هذا المبرر، لم يتهرب أمين الناجي من تحمله جزءا من المسؤولية ، متعهدا لجمهوره بأنه سيكون أكثر تدقيقا في اختياره للأدوار القادمة و اطلاعه بشكل كامل على أي مشروع فني سيشارك فيه. أما عن فيلم محمد الحياني للمخرج كمال كمال، أوضح أمين الناجي أن سبب عدم التوفق بالشكل المطلوب في تقمص هذه الشخصية يرجع إلى سببين أساسين: السبب الأول يتجلى في عدم توفر أشرطة يظهر فيها الراحل محمد الحياني في وضعيات أخرى باستثناء وضعيته واقفا أمام الميكرفون، أما السبب الثاني فأعزاه إلى كون الفيلم صادف قدوم حزب إسلامي إلى الحكم، فكان من الصعب عليه أن يصور مشاهد في الحانة أو يشرب سيجارة أو... مما زاد من تعقيد الأمور في تقمص شخصية المغني الراحل محمد الحياني. و في رد عن سؤال يتعلق بمشروعه المستقبلي صرح الممثل الشاب بأنه بصدد تصوير فيلمين سيعرضان في شهر رمضان، الأول بعنوان «دوار البوم» للمخرج المغربي عز العرب العلوي، و الثاني بعنوان «بنغالو» و هو عبارة عن سيتكوم يتم تصويره بمدينة إفران. و بخصوص الفوضى التي تكتنف ميدان الفن في المغرب، أكد الممثل الشاب أمين الناجي أنه أعطيت إشارات قوية من طرف أعلى سلطة في البلاد للنهوض بمجال الفن و الثقافة، لكن للأسف في غياب قانون واضح و صريح، ستبقى الأمور تراوح نفسها مادام أن أصحاب الشكارة هم الذين يفرضون هذا النظام، و ذلك بسلطة العقود التي توفر لهم حماية واسعة على حساب الممثل الذي لا يجد أمامه في بعض الأحيان أي خيار للمشاركة في عمل كيفما كان مستواه، خاصة و أنه لا يتوفر على دخل قار يؤمن له حياته و حياة أسرته، وهذا ما يجعل كثيرا من الإنتاجات الوطنية لا ترقى إلى تطلعات الجمهور وخاصة في شهر رمضان.