افتتحت يوم السبت 9 أبريل الجاري، بساحة السراغنة، بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وسط حضور جمع من المهتمين بالشأن الثقافي وبالكتاب في الدارالبيضاء، فعاليات المعرض الوطني للكتاب المستعمل في دورته التاسعة، الذي سيمتد إلى غاية يوم السبت 30 من شهر أبريل، المنظم تحت شعار «هوية الكتاب المغربي»، والذي يتميز هذه السنة بتكريم روح فقيد المقاومة الوطنية محمد الزرقطوني. الجلسة الافتتاحية للمعرض، الذي أضحى حدثا وطقسا اعتياديا مألوفا بالنسبة للساكنة البيضاوية، والذي يعرف مشاركة أكثر من 40 عارضا، عرفت تناول عبد الكريم الزرقطوني، نجل الشهيد محمد الزرقطوني، للكلمة باسم مؤسسة الزرقطوني، إضافة إلى يوسف بورة مدير المعرض، ورئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، وكذا ممثل وزارة الثقافة محمد صديق، إلى جانب فعاليات أخرى، وهو الحفل الذي شهد أيضا تقديم قراءات شعرية ولوحات فنية ذات نفس وطني. معرض يشارك فيه كمّ كبير من العارضين، الذين تشبثوا بالكتاب وبقيمته المعرفية والفكرية، رغم ضعف الإقبال عليه، خاصة من لدن الشباب، خلافا للأشخاص المتقدمين في السن. ويؤكد الكتبيون على امتهان هذه الحرفة الشاقة، رغم هزالة مردودها المادي الذي يتسم بالضعف، التي تتطلب كثيرا من الصبر والجلد، مشددين على أن هذا الحدث أضحى يعرف إقبالا مقبولا، وإن اختلفت ضالة الزائرين، وسط العناوين المختلفة، والأسعار التي تعد في المتناول، والتي تنطلق من درهمين، وقد لا تتجاوز سقف 30 درهما للكتاب، علما أن عددا من المؤلفات المتواجدة بهذا المعرض هي قد لا تكون متوفرة في فضاءات أخرى. الحدث الثقافي الذي أصبح طقسا سنويا مألوفا بساحة السراغنة، لا تقف تفاصيله عند عرض الكتب والمؤلفات المختلفة، وإنما هو مناسبة لملاقاة المقاومين وتتبع مساراتهم من خلال إصدارات كتبت عنهم، ومجالسة رواد الكتابة في القصة والرواية والشعر، وكذا تنظيم عدد من الندوات والمحاضرات والموائد المستديرة ذات الاختلافات المتعددة، كما هو الحال بالنسبة لموعد الاثنين 11 أبريل الذي شكل لحظة استثنائية متميزة، شهدت تقديم وتوقيع كتاب «الشهيد الزرقطوني: سيرة وحياة» لكاتبه الزميل الصحافي لعسن العسبي، وكذا تقديم وتوقيع كتاب «الزرقطوني قيم إنسانية صنعت فعل الشهادة» لمؤلفه أحمد الابريزي، حيث أشرك العسبي في عرضه الحاضرين الذي نقلهم إلى عوامل متعددة من فضاء ذاكرة المقاومة، مؤكدا على أهمية تنظيم لقاء مماثل في فضاء درب السلطان وساحة السراغنة، لأنه، وحسب قوله، «كما لو أننا نمشي على أثر خطوات الشهيد الزرقطوني الذي يعتبر حي درب السلطان وشارع الفداء وحي سيدي معروف وبوشنتوف، وسينما الاطلس، فضاء تحركه وبيته الكبير. بالتالي فنحن كما لو أننا ضيوف في بيته النضالي وبيت رفاقه». مذكرا أنه في أزقة درب السلطان كان يتحرك ويعيش الزرقطوني ورفاقه الكبار مثل محمد منصور، مولاي العربي الشتوكي، الدكتور الخطيب، سعيد بوالنعيلات، ادا بلعيد، وغيرهم كثير، وهو ما جعل الحضور يتفاعل مع تلك الإشارة وعكستها نوعية ردود الفعل والمناقشات التي تلت تلك الكلمة. مثلما قدم كل من المناضل النقابي الإبريزي كلمة بالمناسبة، ذكر فيها بتفاصيل علاقته بعائلة الشهيد، وكيف أنه سعى لرسم صورة عائلية للشهيد، تغني الكتاب الأول، المتضمن للمعلومات الدقيقة حول عمل الشهيد النضالي والسياسي. وجدد نجل الشهيد الزرقطوني، الأخ عبد الكريم الزرقطوني، التذكير بقصة علاقته بوالده ودوره في حماية موروثه النضالي كواجب وطني وليس فقط كواجب عائلي. مذكرا الجمهور الحاضر بقصص مرافقته لوالده بدرب السلطان وبعدد من مناطق المغرب وكذا عددا من تفاصيل المميزة لشخصية الشهيد. هذا وستتواصل فعاليات معرض الكتاب المستعمل، بتنظيم لقاءات موازية أخرى، كما هو الحال بالنسبة لتقديم كتاب «صفحات من تجربة حياة» للمقاوم محمد بن حمو الكاملي مساء الجمعة 15 أبريل انطلاقا من الساعة الخامسة والنصف مساء، إلى جانب تنظيم ندوة «المغرب تحت الاستعمار سياقات فقدان البلاد لاستقلالها وانفجار حركة المقاومة المسلحة الأولى، التي ستعرف تدخل كل من صالح شكاك، أمين الكوهن، وجمال بن دحمان، زوال يوم السبت في الساعة الرابعة، فضلا عن تقديم كتاب «عبد القادر تاج الدين، مسيرة وطني أصيل» الذي سيقوم بتقديمه أسامة الزكاري، وكذا تقديم كتاب «مذكرات في تاريخ الكفاح المسلح» للمقاوم التهامي نعمان، من تقديم سمية نعمان زوال الأحد 17 أبريل في الساعة الرابعة والنصف مساء.