الحقل الديني في اقليمالحوز يتطلب مزيدا من التأهيل، بدءا بالاسراع باستعادة المساجد التي عوضت بالخيام والتي تحتاج الى الاصلاح أو اعادة البناء بعد هدم بعضها كلية. ويأتي هذا الاجراء بعد حادث سقوط مسجد بمكناس وشعور وزارة الاوقاف بأن عددا من المساجد تتطلب إعادة النظر في إصلاحها وتأهيلها ، حيث منها ما يتعدى وجودها قرونا من الزمن ومنها ما لا يتعدى عمرها بعض العقود مثل مسجد درع السوق بامزميز ، الذي تم البدء في بنائه في شهر يونيو سنة 1983 اثناء الحملة الانتخابية الجماعية ، حيث تصاعد بناء المساجد في العقود القليلة الاخيرة في المناطق الحضرية و البوادين تتحكم في «بنائها» أحيانا خلفيات يمتزج فيها الدين بمصالح اخرى كجمع الأموال والانتخابات وغيرها ... وقد قامت وزارة الاوقاف بمدينة امزميز بهدم مسجدي السور الجديد ودرع السوق الكبيرين وتعويضهما بخيم يعاني فيها المصلون في مختلف الفصول الشتوية والصيفية، وبعد سنتين من هذه الوضعية تباشر الوزارة البناء في المسجدين وذلك بترميم المسجد الكبير والقديم جدا الذي انتهت فيه الاشغال وتم تجهيزه و تدشينه بشكل متأخر من طرف عامل إقليمالحوز في الايام الاخيرة من مهامه بهذا الاقليم، و في أقل من شهرين يغلق من جديد يوم الخميس 31 مارس الماضي من طرف الجهات المعنية وتستأنف فيه أشغال الترميم. وبالنسبة لبناء مسجد درع السوق في مكان آخر كان السكان قد استبشروا خيرا بتفهم السلطات المعنية بالشؤون الدينية مطالبهم من اجل ممارسة صلواتهم في مساجد تتوفر فيها الراحة والاطمئنان، الا أن الاشغال تسير في انجازه ببطء كبيروتطول معها انتظارات السكان وهم يتحملون أعباء هذا التماطل و الازدحام الى أن توقفت هذه الاشغال بشكل نهائي. و في نفس السياق، ومنذ البداية لاحظ السكان ان «التعديلات» التي تدخل على مسجد السور الجديد الكبير لاتلائم هندسته الأصلية بسبب طغيان البناية المضافة على منظر الصومعة التي احتقظت بشكلها وحجمها بحيث اعطيت الاولوية للسكن والمدرسة القرأنية على حساب المسجد و الصومعة مع العلم أن المدرسة كان من المنتظر أن يكون بناؤها بالفضاء المجاور للمسجد، وهو ملك لوزارة الاوقاف الذي توجد به إحدى الخيم المذكورة حتى تكون مدرسة قرآنية بشكلها المعتاد وبكل مرافقها الضرورية، بما فيها السكن. وقد نبه بعض السكان الجهات القريبة من مصالح الأوقاف إلى ذلك ... هذا مع العلم ان المدينة التي تبلغ ساكنتها 20000 نسمة يضاف اليها سكان الدواوير المجاورة ، الذين يتوافدون يوميا على المدينة واحيائها وزوارها من خارج المنطقة، لاتتوفرعلى مساجد تستجيب لأعداد المصلين من الرجال والنساء والشباب ، بحيث لايزال عدد منهم يؤدي صلاة الجمعة بفضاءات خارج المساجد معرضين لحرارة الشمس وتهاطل الامطار، والنماذج في مساجد الحى الاداري واسكون والسور الجديد ... ولولا توفر مسجد حي امدل على «السطح» لوجد نصف المصلين أنفسهم يصلون في الزنقة خاصة في فصل الصيف. كما ان مسجد ومدرسة سيدي احساين يوجدان في وضعية مزرية، مع العلم ان عددا من مساجد اقليمالحوز تتطلب التوسيع خاصة الموجودة في الجماعات الحضرية والشبه حضرية كايت أورير وتحناوت، الشيء الذي يدعو وزارة الاوقاف الى إنصاف المواطنين بهذا الاقليم وذلك ببناء المساجد وترميمها من ميزانية الدولة، بعيدا عن الاعتماد على المحسنين، واجتنابا لكل ممارسة يمكن أن تستغل في بناء المساجد مالية كانت أو سياسية انتخابوية أو دعوية او مآرب أخرى ذاتية وجماعية، ولابد أن تحدد معايير بناء المساجد انطلاقا من الدراسات الموضوعية التي تأخذ بعين الاعتبار حاجيات السكان انطلاقا من عددهم وتقريب بعضهم لبعض ..